يعرف تقدير الذات بأنه مقدار الرضا الداخلي الذي يشعر به الإنسان عن نفسه,وما يعتقده من نظرة الآخرين له إما بالرضا أو عكسه .
وتقدير الذات مهم جداً وذلك لأنه بوابة لكل أنواع النجاح فإن كان هناك تقدير للذات عالي فإن الشخص لاشك أنه يشعر بالثقة في النفس مما يجعله قادراً على إدارة ذاته من حيث تحديد الغايات ومعرفة واستثمار الإمكانيات والاعتراف بالانجازات . مع العلم أن تقدير الذات لا يولد أبداً مع الإنسان وإنما يكتسبه من تجاربه في الحياة ونتيجة الانفعالات اتجاه التحديات والمشكلات التي تواجهه ,ولذا يجب أن لا نخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس لأن الثانية إنما هي نتيجة ومحصلة من محصلات تقدير الذات.وبالتالي من لا يملك تقديراً لذاته فإنه من الطبعي أن يفتقد الثقة بنفسه كذلك .
ويقوم تقدير الذات على ثلاث أمور لا تنفك عنه بتاتاً وهي :
تـحــديـد الــغــايــات إن من يقدر ذاته ويعرف قدرها عادة ما يكون حريص على تحديد أهدافه بكل دقة ووضوح ولذا فهو يسير على محجة واضحة يستطيع من خلالها قياس نجاحه وتقييمه. وتحديد الأهداف فن لا يدركه إلا من وفقه الله لذلك واجتهد في تعلم وإدراك مهارات هذا الفن عن طريق حضور الندوات والدورات والقراءة والاطلاع . والذي عادة ما يكون الدافع وراء ذلك تقديره للذات لأنه لا يرضى أن يكون من الرعاع.
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فربأ بنفسك إن ترعى مع الهمل
اســتــثـمـــار الإمــكــانـيــات قد لا تكون المشكلة في استثمار الإمكانيات وحدها لكن المشكلة أحياناً لجهل هذه الإمكانيات ولذا قد تكون هناك غايات محددة وواضحة ولكن ينقصها معرفة كيف تستثمر هذه الإمكانيات لتحقق الغايات إما عجزاً أو كسلاً وهذين هما ما استعاذ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن تستعيذ منها كل يوم : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل… الحديث) ولذا وجب الوقوف مع النفس ومراجعتها وتحديد إمكانياتها ومن ثم العمل على استثمارها.
تــحــقــيــق الانــجـــازات والإنجاز هو ما يراه الشخص إنجازاً وفي ذلك يختلف الناس من شخص لآخر, ولكن ليس هذا المهم ولكن المهم أن تعترف النفس بهذا الإنجازات وتقدره ,فقد يكون العمل روتينياً اعتادت النفس على فعله فلا تعترف به كإنجاز وبهذا يقل لديها تقدير الذات ,ولكن الصحيح أن تعترف بكل إنجاز يعمل صغر أو كبر كثر أو قل ,فقراءة القرآن إنجاز وحضور المحاضرات والدورات إنجاز , وطاعتك لوالديك من أعظم الإنجازات حضورك لعملك أو مدرستك إنجاز وهكذا كل ذلك يعمق لدينا تقديراً لدواتنا ولن يجعلنا ننظر إلى انجازات الآخرين فنحاكيها أو نقلدُها.