بقلم هشام صلاح
لا شك من أن سنن التطور من حولنا قد شملت كل مناحى الحياة فلم تعد الأشياء هى الأشياء ولا الأشخاص هم الأشخاص و” تكنولوجيا الاتصال ” واحدة ممن شملتها سنن التطورحيث أحدث تأثيرات مباشرة فى المجتمعات المعاصرة ومن بين ذلك فنون الإعلام فظهرت نماذج جديدة من الإعلام لم تكن معروفة أومألوفة سابقاً وتميزت بأشكالً وسمات خاصة تميزها عن الأنواع الأخرى
ويمكن وصف الإعلام البديل بكونه ” إعلام المدونات أو إعلام مواقع التواصل الإجتماعي ” والمدهش فى الأمر أن الإعلام البديل استطاع أن يخترق الإعلام التقليدى فنجده أحيانا يستعين بوسائل الإعلام فيوظفها بالطريقته الخاصة ليصبح مضمونها مادة للإعلام البديل.
والمتابع يلحظ ما يتمتع به الإعلام البديل من قدرة خاصة على جذب المتلقى لما يتمتع به من خصائص لعل أهمها حرية الإعلام وكونه بديلاً عن الإعلام التقليدي قدرة أصحابه على التعبير عن النفس وكذلك القدرة على التمثيل الذاتي في المجتمعات المحلية وفضلا عن كونه إعلاماً ديمقراطياً كذلك قدرته على التكيف مع تطور وسائل الإتصال
وهذه الثأثير الخاص والانتشار الواسع للإعلام البديل قد أربك الكثيرين سواء على مستوى الحكومات أو المؤسسات والأفراد ، ما اضطرهم إلى ضرورة مراجعة سياساتها الاتصالية وذلك لمواكبة الأدوات الإعلامية الجديدة قوية التأثير
ولعل من أهم ما يميز الإعلام البديل قدرته على كشف بل فضح بعض ممارسات الإعلام التقليدى الموجه ذلك الإعلام الذى ينتهج أحيانا سياسة التضليل الإعلامى كالتضخيم، و التعتيم، و التكرار، و إثارة الخوف، و لفت الأنظار، و الكذب، و الإثارة، و الخطاب المزدوج فى أساليب نقل الخبر وبخاصة مع تزايد الحراك سواء السياسى أو الاجتماعى بعالمنا العربى .
وعليه فلابد من مراجعة الإعلام التقليدى وبخاصة المنتسب لرجال الأعمال وأصحاب رأس المال لسياستهم الإعلامية فعقلية المتابعين وقدرتهم على الوصول للحقائق لم تعد صعبة ولا مستحيلة وبخاصة مع ذلك الفضاء الإعلامى الرحب الذى أصبح سمة من سمات العصر