حين قبلت ثغرك للمرة الأولى ، هناك في ظل شجرة الصفصاف ، أجهش النهر المجاور بالبكاء ، ارتمت بعض أوراق في حضن ماء الغدير ، قفزت من مكانها تلك السماء ، وانزوت الكلمات خلف دالية هرمة …
تساءلت حينها عما فعلت ، هل كانت نزوة ، أم لحظة حب عابرة باشتياق العاشقين ، كيف استطعت تجاوز رداء الليل ، وكل حدود الارتعاش المعاند جسدي الجريح ، رميت بمناديلك كلها تحت رأسي ، صرخت الصفصافة فرحا …
أتراك كنت تجهلين معنى القبلة الأولى ، ومعنى صوم الحب ، وكيف تكون العبادة في محراب الرسائل المباشرة … هل كنت البتول التي توارت عن عيني في سكون الكون وصدى الرجع الأخير ، أم أن الغيوم تدري كيف وأين تمطر !!! …
هل اغتلت كل النساء في حضرة أنثى تعرف معنى الكتابة باليد العليا فقط ، أتراني اخترت المستحيل ، آه نسيت أن أخبرك بأني يومها أسقطت القمر من مخبئه ، تجاوزت الشمس في غفلة منها ، كنت أعبث بشعرك الأشقر ، عندما جاء ذاك الراعي ليفسد بقايا رجل وثورة أنثى …
فكتبت على ضرع شجرة الصفصاف ( القبلة الأولى حياة ومن لا يذكر كيف كانت ستنبذه أغصان الشجر ، وتفر هاربة منه ليالي السمر ) …
أذكر بأنك ابتسمت ، ثم انزويت … وبقيت وحيدا ألثم ثغري الآخر … مازلت أذكر … ولعلك أيضا تذكرين …
__________
١٠ رمضان ١٤٤٠