كتب لزهر دخان
قطر في نظر البيت الأبيض عندما يكون رأيه إنطلاقاً من رأي ترامب ،ليست دولة صغيرة. وهذا بالنسبة للرئيس أمر مطمأن . في قطر توجد قاعدة العُديد الأمريكية .وحول قطر توجد أزمة العام 2017 م الخليجية العربية . وفي الولايات المتحدة تواجد ترامب في البيت الأبيض في نهاية العام 2016 م. عندما فاز على نظيرته هلاري. وأصبح نظيراً لها في المسؤولية الأمريكية . يُصرح من البيت الأبيض وبأسمه .ولا بأس على البيت الأبيض إذا لم يختلط عليه الأمر في ظل وجود رجل دولة برتبة رئيس. يسعد جداً بعقاب قطر ثم يعتمد على صغر حجمها على الخارطة في توفير الأمن الكافي لقاعدة العُديد . وهذا حتماً لآنه متأكد من أن العكس هو الذي يحدث. وقطر هي التي تستفيد من القاعدة الأمريكية التي كانت في سنوات التسعنيات من القرن الماضي. أكبر مخزن سلاح أمريكي خارج الولايات المتحدة .
في هذا الموضوع أراد الناطق الرسمي بإسم الإدارة الأمريكية .أن ينقل للناس نقلاً عن الرئيس هذا الكلام في هذا الشعورالذي يرى به أن الرئيس( مؤمن بأن التسوية سوف تتم وفقاً للشروط التي تلائم الولايات المتحدة وتلبي مصالحها . وأنه لم يعرب أبداً عن قلقه حيال القاعدة الأمريكية في قطر)
وفي نية البانتغون مواصلة الإنطلاق من العُديد نحو العَديد من الأهداف دولياً. أهمها حالياً في طبيعة المعركة ” داعش” كهدف أمريكي. كان الزحف نحوه في عهد أبوما بطيء جداً. بينما طاردته إدارة ترامب وطاردت أمثاله منذ البداية بأم القنابل ..ولآن ترامب لوح لدول كثيرة أنه لا يخشى جر أمريكا مرة أخرى إلى أم المعارك. قال بنتاغونه من بداية الأزمة الخليجية ( الحصار الخليجي لقطر لن يفضي إلى تعليق استخدام قاعدة العديد، لكنه سوف يعيق التخطيط الاستراتيجي لعمليات قتال “داعش” العسكرية التي تديرها واشنطن من القاعدة القطرية .)
ويفهم من قول ترامب الأخير أنه أصبح عن الدوحة يغير. عندما أعاد التفكير. وقال أن مواصلة توجيه اللوم والإنتقاد وأكثر منهما إلى الدوحة أمر بات زائد عن الحاجة. وربما يرى فخامته أن قطر سمعت ورأت وحصدت الحصاد الإخباري المؤلم . كي تكف عن قرع الطبوط المكية وهي في التاريخ ليست إلا الدوحة . وهذا أصلاً ما طالبت به أسرة آل الشيخ السعودية قبل الأزمة بأسبوع عندما وقعت الأسرة على عارضة من 200توقيع طالبت فيها الشيخ تميم “أمير دولة عربية”. بالتنازل عن نسبة نفسه وأهله إلى الشيخ محمد إبن عبد الوهاب . والكف عن بناء وإدارة مسجد بإسمه لا يدار بمنهج النبي محمد (ص) وطريقة محمد إبن عبد الوهاب.
ومن جهة أخرى يبقى ترامب غير راضي عن قطر. حتى في حالة رضاء وزير خارجيته عنها . ريك تلرسون قال أنه يريد من البلدان التي قاطعت الدوحة العودة عن قرارها قريباً . وتسوية الأزمة بطرق مناسبة غير القطيعة .
ومن المتحدث بإسم البيت الأبيض جاء الإنتباه إلى الخلاف بين الرئيس والوزير تليرسون وهذا عندما قال ( لم يلمس أي تباين في روح ما جاء على لسان ترامب وتيليرسون )
ويبدو أن البيت الأبيض يبحث عن حل سريع للآزمة في قطر. بدون اللجوء إلى القرار النهائي للرئيس الذي أصبح رأيه ضد قطر . ولكن بدون أن يقاطعها أو يوقف التعامل معها . أي أنه أصلاً معها ولكن نحن نصبر حتى نفهم ..وبعض من فهمنا صححه المتحدث بإسم البيت الأبيض كما يلي( الحد من القيود المفروضة على قطر والتخفيف عنها، لا يعني بأي شكل من الأشكال عودة المياه إلى مجاريها وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها والعودة بالوضع إلى سابق عهده في التعامل مع الدوحة .)وهذا يجب أن ننتبه إليه ونفهم أن الشيخ تميم أصبح صدام الخليج الثاني ..
وفي الرياض إقترح ترامب شروطاً . ذكرها الناطق بإسم البيت البيض قائلاً ( الولايات المتحدة تريد تسوية ما يحيط بقطر وفقا للشروط التي اقترحها الرئيس الأمريكي في الرياض) ولكنه نسى أن ترامب قال في اليوم الثاني لحصار قطر. أنه يفتخر بكون هذا الحصار ثمار زيارته إلى الرياض.
وأكد البيت الأبيض أن الأمن الغذائي القطري يهم (الإدارة الأمريكية قلقة حيال الوضع الغذائي في قطر . وتفريق شمل الأسر والعائلات . إلا أنها قلقة كذلك تجاه تمويل قطر للإرهاب ودعمها للأيديولوجيا المتشددة) وهذا القلق الأمريكي إذا لم يتحول بفعل الدبلوماسية الأمريكية إلى قلق قطري . سيكون الشعب القطري في خطر . ولغاية الأن ما زالت مؤسسات الولايات المتحدة الحيوية في صف إنجاح قطرضد حلفاء ترامب من إنصار مكافحة الإرهاب بمقاطعة الدول الراعية له وعقابها.