بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
كلمة سرِ نجاح الرجُل، وقد قالوا أنَّها نصف المجتمع، وهي كذلك، فالمرأة هي مربية الأجيال، وصانعة الرجال.
وقد اختلفت معاملةُ المرأةِ من زمنٍ لآخر، ومن مجتمعٍ لمجتمع، ففي العصور القديمة كانت المرأة هي التي تقود المجتمع ويتبعها الرِجَال، وفي عصر الجاهلية كانت المرأة مضطهدةُ الحقّ.
المرأة قادرة على العمل الجماعي بشكل يفوق الرجل، ومن هنا سر تألقها، فمن حاول إطفاء هذا التألق وكبته فهو بحاجة إلى مراجعة جادة لأفكاره ,فالعصر في تقدم وهو لا يرجع إلى الوراء، ولكل عصر مقتضياته، وما ألزم به من سبقونا لا يجب أن يكون ملزماً لنا ولا بأي شكل من الأشكال.
فدور المرأة في المجتمع منه أعظم الأدوار وهي تفوق الرجل في بعض الأحيان، نظراً لقدرتها على أداء بعض الأعمال بشكل أفضل ، المرأة هي شريك الرّجل على هذه الأرض وفي هذه الحياة ، وهي لا تقلّ عنه في أيّ شيء، ولا تزيد عنه في أي شيء، فهما متساويان تماماً من حيث القيمة، والقدرات العقلية، لذا فقد كان من الضروري أن يكون للمرأة دورٌ في نهضة عالمها الّذي تعيش فيه، في مختلف المجالات.
من هنا فإنّ عمل المرأة يعتبر من الضروريات، وليس ترفاً، أو عيباً، أو غير ضروري لها كما يدّعي عدد لا بأس به من الناس ، وهي كالبِذرة الّتي تُنتج ثماراً تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ لِذا علينا أنْ لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع، وأنْ نُعطيها كامل حقوقها، ونَضمن لها كرامتها، فهي من تَبني الأجيال ذكوراً وإناثا لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً ، برزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدواراً عديدة بحاجةٍ إلى قوّةٍ وشجاعةٍ وبأس.
فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطّبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دوراً حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفتْ بأنّها من قوة الرّجال، ولكنّها برعت في كلِّ دورٍ لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرّجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها.
سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وطبيبه,وإلى الآن ما زالت المرأة تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسئولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته.ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسئولياتها.وحين ننظر إلى الدور الذي تقوم به المرأة في التنمية.
لذلك لابد أن ننظر إليه في إطار التنمية الشاملة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وفي إطار التنمية المستهدفة القائمة على الأصالة والتجديد الحضاري.