أعلن د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي مساء اليوم الأحد عن بدء التجارب السريرية للقاح المصري (كوفي فاكس) المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، بحضور د. محمد هاشم رئيس المركز القومي للبحوث، ود. تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية، واللواء الدكتور/ محسن بدوي الرئيس التنفيذي لشركة فاكسين فالي، ود. محمد أحمد علي أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي مبتكر اللقاح، ولفيف من قيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك بقاعة المؤتمرات الجديدة بالمركز القومي للبحوث.
في بداية فعاليات المؤتمر، أكد الوزير أن مصر اليوم تتوج جهد عدد كبير من الباحثين والعلماء الذين تحدوا الظروف واستطاعوا إنتاج لقاح مصري، موجهًا الشكر لفريق العمل وأسرة المركز القومي للبحوث من علماء وفريق العمل البحثي وعلى رأسهم د. محمد أحمد علي أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي مبتكر اللقاح، مشيرًا إلى بداية الجائحة فى ووهان بالصين ديسمبر ٢٠١٩، ورصد مصر لعدد من الحالات المصابة فى بداية مارس ٢٠٢٠.
وأكد الوزير على اهتمام القيادة السياسية بالبحث العلمي خاصة فى مجال إنتاج لقاحات للفيروسات الوبائية، مؤكدًا على ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى العلماء المصريين، ومتابعته المستمرة لخطوات إنتاج اللقاح، وتقديم كافة أشكال الدعم لفريق العمل.
وأشار عبدالغفار إلى أهمية دور الشريك الوطنى متمثلاً فى شركة فاكسين فالى لتحويل اللقاح من مرحلة المختبرات للإنتاج فى المصنع، وذلك فى وجود جهة رقابية وهى هيئة الدواء المصرية التي قامت بتقديم كافة الوسائل لإنتاج اللقاح، موجهًا الشكر للدكتور تامر عصام ولفريق هيئة الدواء المصرية على الجهود المبذولة.
وأعلن الوزير عن طرح لقاح آخر خلال الأيام المقبلة يعكف عليه فريق عمل من أفضل العلماء والباحثين، لكى يدخل أيضا مرحلة التجارب السريرية، معربًا عن تطلعه لنجاح اللقاحات المصرية فى مرحلة التجارب السريرية.
وخلال فعاليات المؤتمر، أطلق د. خالد عبدالغفار إشارة البدء لتطعيم المواطنين المتطوعين باللقاح المصرى بمستشفى المركز القومي للبحوث، وذلك من خلال تقنية الأون لاين.
كما تم عرض فيديو قصير عن جهود المركز القومى للبحوث للتوصل للقاح المصرى.
ومن جانبه، أشار د. محمد هاشم رئيس المركز القومي للبحوث، إلى أن المركز يعد أكبر مركز بحثى متعدد التخصصات في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، ويتبع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويضم 14 معهدًا بحثيًا مقسمًا إلى 109 قسمًا، لافتًا أن الهدف الإستراتيجي للمركز القومي للبحوث منذ إنشائه عام 1956 هو توجيه البحوث العلمية لتحقيق التنمية المستدامة في قطاعات الإنتاج والخدمات المختلفة للدولة المصرية ومساهمة البحوث بفاعلية للتصدي للمشاكل التي تواجهها، موضحًا أن الخطط البحثية للمركز تشتمل على محور صحة الإنسان والذى يهدف إلى إجراء البحوث والدراسات والابتكارات التي تهدف إلى تطوير المنظومة الصحية للارتقاء بصحة المواطن واستحداث طرق جديدة للتشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض.
وأشار د. محمد هاشم إلى أن المركز القومي للبحوث، يمتلك مركز تميز علمي خاص بدراسة إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة للفيروسات، وبه معامل مجهزة على أعلى مستوى تضم مجموعة من العلماء ذوى الخبرة في مجال الفيروسات، موضحًا أنه منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بمدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، قامت إدارة المركز القومي للبحوث بتوجيه من وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتشكيل فريق عمل برئاسة د. محمد أحمد علي أستاذ الفيروسات ومدير مركز التميز العلمي للفيروسات، ود.أسامه عزمى .وعكف هذا الفريق على رصد وتتبع هذا الفيروس الخطير والتركيز على إنتاج فاكسين مضاد لفيروس كورونا المستجد تحت إشراف ومتابعة تكاد تكون يومية من د. خالد عبدالغفار للاطمئنان على سير العمل وتذليل أي صعوبات طارئة.
وأكد د. تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية أن مصر لديها كفاءات علمية عظيمة استطاعت منافسة الباحثين العالميين، وقد قام هؤلاء جميعًا بالوصول إلى إنتاج لقاح مصري ينافس اللقاحات العالمية، مشيرًا إلى تكاتف كل الجهود لمواجهة الوباء، حيث استطاعت مصر أن تضع لها مكان وسط دول العالم لصناعة مصل مصري، وذلك بالتعاون بين هيئة صناعة الدواء والباحثين المصريين لإنتاج الفاكسين المصري، لافتًا إلى أنه تم إنشاء مصنع متخصص لتصنيع اللقاح، مضيفا أن المصنع الجديد سوف يكون متخصص في تصنيع اللقاحات وهو ما يحتاج إليه المواطن المصري موضحًا أن لقاح كوفى فاكس خضع لكل التجارب المعملية وسوف يخضع للتجارب السريرية.
ومن جانبه، أشار اللواء محسن بدوى إلى أن مصر شهدت خلال السبع سنوات الماضية تطورًا كبيرًا فى كافة المجالات بفضل القيادة الرشيدة لمصر ووطنية باحثيها الأجلاء، مؤكدًا أنه منذ اليوم الأول لتأسيس شركة فاكسين فالى كنا نتأهب لذلك اليوم، موضحًا أن الشركة تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا وبها أفضل العقول المصرية من علماء المركز.
جدير بالذكر أن مركز التميز العلمي للفيروسات بالمركز القومي للبحوث يمتلك كافة أدوات التشخيص المعملي الخاصة بالتعرف على فيروس كورونا المستجد باستخدام التقنيات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وقد بدأ علماء الفريق البحثى فى دراسة التركيب الجينى للفيروس المعزول، وتم وضع أول تركيب وراثى للفيروس فى مصر فى مايو 2020، وبعدها بدأ التوجه إلى محاولة تحضير وتطوير لقاح بشري مضاد للفيروس، لتبدأ بعد ذلك الدراسات ما قبل السريرية على حيوانات التجارب فى شهر يونيو 2020، واستمرارًا للخدمات التى قام بها مركز التميز العلمي للفيروسات بالمركز القومي للبحوث، قام الفريق البحثي بتقدير الأجسام المناعية فى عينات البلازما التى كانت ترسل من بنوك الدم على مستوى الجمهورية والتابعة لوزارة الصحة، ودراسة مئات العينات وعمل التتابع الجينى لها لمتابعة تطور الفيروس، وقد تم رصد معظم التغيرات الطارئة على الفيروس فى مصر وموافاة وزارة الصحة بها، كما تم توفير خدمة اختبار المواد المخلقة ومستخلصات النباتات المحضرة فى الجامعات والمراكز البحثية المختلفة على الفيروس، وتتويجًا لتلك الجهود فى طريق البحث قرابة العامين، وبعد أن اكتملت الدراسات ما قبل السريرية، وأخذ موافقة هيئة الدواء المصرية، أصبح المركز مستعدًا للبدء فى المرحلة الأولى من الاختبارات السريرية.
وتجدر الإشارة إلى أن رؤساء الفريق البحثي للتوصل للقاح المصري المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) ضم كل من د. محمد أحمد علي أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث ورئيس فريق البحث مبتكر اللقاح، ود. رحاب حجازى رئيس فريق البحث المشرف على التجارب ما قبل السريرية، ود. أسامة عزمى الأستاذ بالمركز القومى للبحوث ورئيس الفريق المشرف على التجارب السريرية.
وصرح د. عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن جهود المركز القومي للبحوث للوصول إلى لقاح كوفي فاكس المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والإعلان عن بدء التجارب السريرية له، يأتي في إطار إستراتيجية الدولة لتوظيف البحث العلمي للتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع المصري ومواجهة جائحة كورونا العالمية.
اوأضاف المتحدث الرسمي أن كافة المراكز والمعاهد البحثية التابعة للوزارة وكذلك الجامعات المصرية تتبع نفس النهج العلمي في توظيف البحوث والدراسات الأكاديمية لمواجهة التحديات التي تواجهها قطاعات الدولة المختلفة في مجالات الصحة، والصناعة، والزراعة، والاقتصاد، والطاقة، وغيرها من مجالات العمل المختلفة، ويأتي ذلك متوافقًا أيضًا مع النهضة البحثية المصرية في مجال النشر الدولي حتى احتلت مصر المرتبة 30 دوليًا في مجال النشر الدولي للبحوث.
حضر فعاليات المؤتمر د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمي، ود. أيمن عاشور نائب الوزير لشئون الجامعات، ود. ولاء شتا الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ود.وليد الزواوي أمين المراكز والمعاهد والهيئات البحثية، ود. حسام عبد الغفار أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ود. محمد الطيب مساعد الوزير للشئون الفنية والتخطيط الإستراتيجي، ود. عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة.