متابعه أماني عمار
وأضاف «عبدالعال»: لن نسمح للمسؤولين السياسين والتنفيذيين أن يصدروا المشاكل لسيادة رئيس الجمهورية.. عليهم أن يتحملوا المسؤولية، وأن يحنو على الشعب الذي قدم الكثير والكثير وينتظر الكثير من المجلس والحكومة.
وتطرق إلى دور البرلمان: «على المجلس أن يبادر بتفعيل كل الأدوات البرلمانية، لأنه لن يرحم التاريخ هذا المجلس، إذا ترك التنفيذين بهذه الصورة.»
وأضاف: هذه الجلسة هدفها الدعوة للحمة وطنية ودعم القوات المسلحة والسلطة ودعم القيادة السياسية، ونقول للرئيس نحن معك وأرواحنا على أكفنا دفاعاً عن هذا الوطن.
وألقى الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس كلمة، أشار فيها إلى وجود رصيد ضخم من الإنجازات خلال أدوار الانعقاد السابقة، بذل فيها النواب كثيرًا من الجهد والعطاء المتميز، المستند إلى الفكر المستنير، وجعلوا من حب مصر ومصالح شعبها قبلة لهم، ومن الحكمة والرشاد أساساً لقراراتهم.
وأضاف «عبدالعال»: أجد لزامًا على أن أهنئكم على هذا الأداء، وما تحقق من حصاد خلال الأدوار الأربعة السابقة، والإسهام المتميز في البنية التشريعية للبلاد التي استهدفت بناء دولة قوية، مما يملؤنا ثقة ويضاعف من قدرتنا على اقتحام ما ينتظرنا من قضايا لاتزال تحتاج إلى حلول، وتحقيق آمال الشعب الذي أولانا ثقته وطموحاته.
وتابع رئيس البرلمان: إننى ما ادخرت جهداً في دعم الممارسة الديمقراطية، وما تخلفت لحظة عن تأييد الحوار الديمقراطى، وأعاهدكم وشعب مصر وقيادته أن تكون هذه القاعة منبراً حراً للجميع، أغلبية وأقلية ومستقلين، وساحة رحبة للرأى والرأى الآخر، فلن يصادر رأى ولن تحجب رؤية، طالما كانت مصر هي المناط، ومصلحة شعبها هي الهدف والغاية، بإيمان كامل بأن الممارسة الديمقراطية ليست تناحراً شخصياً يهدر الجهد والوقت، ولكنها تحاور موضوعي، وحين ذلك لن يقال إن الأغلبية قد نجحت، أو أن الأقلية قد نجحت، وإنما سيقال إن مجلس النواب قد نجح.
وأشار عبدالعال إلى أن مواجهة مشكلات الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى تحتاج من الجميع التكاتف والاصطفاف حول الوطن، بشكل صادق ودؤوب، وقال: دعونا نقرر بصراحة ووضوح أنه يمكن دومًا الاختلاف في التفاصيل، ولكن لا يمكن أبداً الاختلاف على الوطن وسلامته وأمنه القومى.
وأضاف: إننا محاطون بمنطقة مضطربة غير مستقرة، ويوجد حولنا منازعات في جميع الخطوط والاتجاهات، ولا أخفيكم سراً أن استقرار أمننا ووطننا مستهدف، ولكن طالما كانت الجهة الداخلية موحدة عالمة وواعية بالأخطار المحيطة بها، وواثقة في قيادتها، فلا خوف أبداً من هذه الأخطار مهما كانت.
وتابع: إننا كمواطنين مصريين فخورين ببلدنا، ومدركين لما تحقق فيها من نهضة ملموسة وتغير ملحوظ في جميع القطاعات، ولا يمكن اختزال المشهد في صورة من هنا أو هناك، أو الاستماع إلى مغرض أو مخرب أو حاقد، إنما يجب دوماً النظر للصورة الإجمالية الكلية وهى تشهد وبحق على جهد القيادة السياسية في سبيل تطوير ورفعة هذا الوطن ونحن نثق فيها ونثق في خطواتها.
وقال: إن هذا المجلس بصفته الممثل للشعب والمعبر عنه يقدر بكثير من الإعزاز والتقدير الدور الوطنى لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال، الذين ما تأخروا يوماً عن الوطن وحفظه وحمايته بأمانة وإخلاص، وأنهم حائط الصد وعمود الخيمة في هذا الوطن عندما تشتد حوله الأخطار.
ولفت الدكتور على عبدالعال إلى أن تحسن المؤشرات الاقتصادية للبلاد، والتحسن في تصنيف مصر الائتمانى ومؤشرات جاذبية الاستثمار وبرنامج اقتصادى طموح كان المواطن المصرى صاحب البطولة فيه، وكان لهذا البرنامج طبيعة حتمية وضرورية، وقال: هذا هو قدرنا الذي تحملناه بمنتهى الوعى والفهم لنصل بإذن الله إلى استعادة المكانة اللائقة بنا اقتصادياً وسياسياً بما يحقق أمال وطموحات أبناء هذا الشعب العظيم في تنمية مستدامة مأمولة بشكل يراعى أيضاً العدالة الاجتماعية ويحافظ على الفئات الأقل دخلاً.
وأضاف: علينا جميعاً أن نعى أنه حتى تستكمل دولتنا استرداد قوتها، يتعين علينا إعلاء المصالح الوطنية والابتعاد عن الشائعات والأخبار المفبركة المزيفة المعروف مصادرها وأهدافها ونتائجها، وأن ننبذ من بيننا الخلاف والشقاق، وأن نترك المصالح الشخصية أو المطالب الفئوية التي يرغب في تحقيقها أصحاب المصالح الراغبون في وقف مسيرة هذا الوطن العظيم، ولا سبيل لذلك إلا بإعمال العقل وشغل الوقت بالعمل الجاد الدؤوب في إطار من تنمية الوعى العام بكل ذلك.
وقال: أذكركم وأذكر نفسى بالمبادئ التي طالما حكمت عملنا في أدوار الانعقاد السابقة، التزاماً ووفاءً لمسؤولياتنا تجاه شعب مصر العظيم، وهى الالتزام بالدستور والقانون واللائحة، وعدم إقرار قانون إلا بعد دراسة مستفيضة وأن يكون استجابة لحاجة حقيقية للمجتمع أو يسد باباً يمس بصالح الوطن، والاستخدام الأمثل لأدوات الرقابة البرلمانية لإلقاء الضوء على ما تعانيه الجماهير من مشكلات، وتبصير الحكومة بها لإيجاد الحلول الناجعة لها ،والتعاون مع الحكومة في إطار من المصارحة والمكاشفة، لتحقيق الأهداف القومية الكبرى، ومن أجل الصالح العام، واحترام تقاليد المجلس وثوابته، الذي استطاع أن يشكل مركز إشعاع والهام بحسبانه النموذج الذي يستفاد من خبراته وتراثه ،و مبادرة اللجان النوعية بدراسة قضايا ومشكلات الجماهير وإعداد تقارير بالرأى عنها.
وأعلن «عبدالعال» ان هذا الدور سوف يشهد مناقشة مشروعات قوانين تمس جوهر الحياة السياسية في مصر، قائلا: هذا المجلس حريص كل الحرص على إجراء حوار مجتمعى يستوعب جميع الأطياف الوطنية من المؤيدين أو المعارضين لصياغة المستقبل بمشاركة لا مغالبة بجهود جماعية متضافرة تستوعب التنوع وتثرى التجربة المصرية