يدرك جميعنا أن للجسم آفات تضر به وتذهب قوته كذلك فإن للسان آفات تدمر حسنات الانسان فيخرح من الدنيا خالى الوفاض
ولعل أقبح آفات اللسان آفة ” الغيبة ”
ولهذا كان تصويرها فى القرآن من أبلغ وغن شئت قلت أقسى تصوير حيث قال تعالىع :
” وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ”
ولهذا حذر رسولنا الكريم من هذا الداء المهلك للحسنات حيث قال :
)إياكم والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا فإن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه (
وذات يوم حدثنى صديق لى عن أن بعضهم قال فى حقى كلاما
حينها تذكرت قول الحسن رضى الله عنه
حين قيل له : اغتابك فلان، فبعث الحسن إليه بطبق فيه رطب وقال: أهديت إليَّ بعض حسناتك، فأحببت مكافأتك( .
وحين سمعت مقالة صديقى عز على حال هذا المغتاب فأنا أشفق عليه من سوء المصير فقد قيل:
(أوحى الله إلى موسى عليه السلام: من مات تائبًا من الغِيبة، فهو آخر من يدخل الجنَّة، ومن مات مصرًّا عليها، فهو أول من يدخل النَّار(
وأقول ناصحا كل من لا يستطيع أن يقلع عن هذه الآفة الفاتكة
(لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ لأنَّهما أحق بحسناتي(
فالحذر الحذر من آفات اللسان فإنا الهالكة المهلكة
فلتدع أخى من يغتابك ولا يشغلنك أمره فغيبته خير مدخر لك فى آخرتك
وانهى مقالتى بحديث من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم الذى قال :
)يؤتى بأحدكم يوم القيامة ، فيوقف بين يدي الله تعالى ، ويدفع إليه كتابه ، فلا يرى حسناته ، فيقول : إلهي ليس هذا كتابي ، فإني لا أرى فيه طاعتي ، فيقول له : إن ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس . ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه ، فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : إلهي ما هذا كتابي ، فإني ما عملت هذه الطاعات ، فيقول له : إن فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك (