مقال بقلم : ياسر عامر
80 ألف مواطن ومواطنة مصرية ذهبوا هذا العام لأداء الفريضة الخامسة من اركان الإسلام وهي فريضة الحج ولتذكرة نفسي فأركان الاسلام خمس هي على الترتيب والحصر :
} شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا{
ومن المعلوم ان الترتيب مقصود فكما نعلم جميعا ان الصلاة تأتي بعد الشهادتين مباشرة ويتبعها الزكاة لاهميتها حيث تقع في الترتيب الثالث ومقدمه على صوم رمضان ثم ياتي حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا، والاستطاعه فيها الكثير والكثير، ولست شيخا ازهريا مفوض لي ان اتحدث عن هذه الاركان، فاترك العيش لخبازينه كما يقول المثل الدارج ولكني اطرح سؤالا هاما لحضراتكم حيث استعرض معكم مشهد رجم ابليس اللعين لعنة الله عليه، واستشعر وافترض ما يمكن ان يقوله ابليس، عن الرجم وهو الذي كان خير المتعبدين ، ثم رفض السجود لادم، واستكبر، واصر على استكباره، ورغم ذلك قال:
” قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين “(ص82).
فبعزتك اعترافا منه بالله وعزته سبحانه وتعالي. وللاسف اعلم عين اليقين أناس من الحجيج الآن لا يعترفون لله بعزته ولا يذكرونه ولا يؤدون باقي الاركان التي تسبق الحج فلا يقيمون صلاة، ولا يؤدون زكاة ويفطرون رمضان عيانا بيانا مجاهرين بمعصيته، ونستثني منهم التائبين الذين ذهبوا بغرض ونية التوبه لانه لا يقبل التوبة الا الله لعلمه بقلوب العباد، ولكني اري واعلم كثيرا منهم يأكلون مال اليتيم، ولا يعطوا لاخواتهم حقوقهم في ميراث احد الوالدين او كلاهما معا، فباي عين تذهبون وترجمون الشيطان؟ اي نقاق ما بعده نفاق؟ والي السارقين اموال الناس والمحتكرين للاقوات، الي الغشاشين في التجارة والصناعة.
الافاقون المنافقون الذين يحصلون على أ موالهم من الشهادة الزور استحلفكم بالله اذا كنتم تعرفون الله وكيف استحلفكم بالله وانتم تقسمون به كذبا وافتراءا؟ باي عين تذهبون لترجمون ابليس؟ واي غاية ترجونها؟ ، واي نفاق تحققون؟ اتعتقدون انكم تخادعون الناس؟ بل تعتقدون انكم تخادعون الله في علاه فانتم تستحقون ما قال عنكم الله “: يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ” (آيه 9، 10 سورة البقرة) أي انهم لن تنفعهم اموالهم التي صرفوها في رحلتهم التظاهرية وسيعودون بخطايا فوق خطاياهم، وسينظر الشيطان نفسه لهم بنظرة الفخر والنصر لاتباعه الذين تعلموا على يديه بل وتفوقوا عليه وإذا كان لديه نظرة مستقبليه سيقوم هو بينه وبين نفسه برجمهم، قائلا اترجموني وانتم احق مني بالرجم باعمالكم الشيطانية؟
ثم لا ادري الذي يكسب ماله من الحرام وهم كثير باي نية يذهب لقضاء الحج؟
باي نية يقف ليرجم الشيطان اللعين؟ وهو قد يستحق اللعنة بجدارة مثله، وهؤلاء النسوة التي ما زلن يتحدثون بالغيب وهم حرم ويخوضن في اعراض النساء باي نية تقفون بعرفات؟ وبأي نية ترجمن معلمكن ابليس اللعين.
استغفر الله لكم ولي واقول لكم يا من ذهبتم بحرام ولم تطهروا اموالكم قبل ان تحرموا العبرة ليست تأدية مناسك فهناك ملائكة سوف تقول لكم عند قولكم “لبيك الللهم لبيك” لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، فإن الله مطلع على القلوب وهو طيب لا يقبل الا الطيب، فهل يا تري كم من الـ 80 ألف مصري سيعود لنا بحج مقبول؟ وكم منهمم سيرد عليه حجته ؟ كم منهم سيرجم الشيطان فعلا، وكم منهم سيرجمه الشيطان؟ اني اخشي ان يتحول المشهد لسجال بين كثير من الحجيج وابليس لا ندري فيه من يرجم الاخر.
” لبيك اللهم لبيك …. لبيك لا شريك لك لبيك …. إن الحمد والنعمة لك والملك… لا شريك لك”
وكل عام وانتم بخير.