يحكى أن من قديم الزمان أن هناك شابا كان يعيش فى قرية صغيرة من عائلة متوسطة الحال وبالرغم من قلة الامكانيات الا ان كان والديه يسعدونه بشتى الطرق ولا يتأخرون عنه فى اى طلب حتى لو كان هذا الطلب يصعب عليهم فكانوا دائما حريصين كل الحرص على تلبية طلباته …
وبالرغم من كمية الدلع وكمية الاهتمام به الا ان والديه لن يتركوه هكذا انما علموه كيف يكون على قدر كبير من المسؤلية وتعلم كيف يؤدى صلاته فى اوقاتها وتعلم معنى القناعه وتعلم ان لا يتدخل فى أمور الغير وتعلم كيف يغمض عيناه عن الحرام وتعلم منهم ايضا كيف يعيش طوال حياته مميزا وصاحب ضمير حى لايكره عمله لايكره اشقاءه لايكره اصدقاءه وتعلم منهم أيضا ان لا يأذى أحدا وتعلم معنى السماحة وتعلم ان لا يكذب وتعلم كيف يعيش طوال حياته انسانا وفيا يتمتع بالاحترام وكيف يكون انسانا ناجحا إجتماعيا وعمليا وتعلم اشياء واشياء جعلته امام نفسه مميزا وامام الآخريين كذلك ويأتى الفضل كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى الى والديه الذين أحسنوا تربيته.
ومرت أعواما وأعواما حتى كبر الشاب وبدأ يتحمل مسؤليته ومسؤلية اشقاءة واولاده وكان حريصا كل الحرص لمراعاة والدية لكى يوفى لهم حقا من حقوقهم عليه جعل فى نصب اعينه اولا حياتة الخاصة ومن بعد ذلك حياته العامه فمثلما كان مثاليا لعائلته فكان ايضا مثاليا لاصدقاءه ولكن تأتى أمامه عقبات كثيرة إذ واجه مشاكل عديدة فى حياتة بين اصدقاءه بسبب صراحته وبسبب قناعته وضميره الحى فظهر امامه ان هناك من يستغلون البشر فى تلك الحالات بل يحاولون اساءة وتشوية صورة لانسان عاش حياته كلها بكل حب وتقدير للاخريين رأى الحقد والغل فى عيونهم وبدأو ينظرون له نظرات عدوانية يتمنون وقوعه فى اى لحظة من اللحظات كان عندما يمجد احد فيه يغضبون وعندما يرونه مهتميا بنفسه يستهزءون به وكانوا دائما يبحثون وراءه حتى يصلوا الى اصله فلسانهم دائما يتسائل من هذا الشاب الذى يهتم بنفسه والذى يحبونه الكثير وماسبب قناعته وضميره واحترامه الذائد الى ان ذهب منهم البعض الى بلدته لزيارته وكانت نفوسهم من الداخل مليئة بكل المكر اذا كانوا متجهين اليه ليشاهدوا ماهى معيشته وكيف يعيش وعندما ذهبوا وشاهدوا انه يعيش فى بلد ريفيه وفى منزل متواضع نظروا اليه بنظرات شماته وليست نظرات حب عندما شاهدوا حقيقته التى كان دائما حريصا على عدم اخفاقها للجميع فكان دائما يتحدث اليهم عن حياته الطبيعية المتواضعه ولكن البعض كان يكذبه بسبب المظهر الجميل الذى كان دائما يظهر به امامهم فكان حسن المظهر خارجيا وايضا داخليا .
وعندما تركوه فوجئ بأقصى الكلام الجارح له منهم واستهزائهم به امام الجميع والشماته القاتلة التى وجدها من معاملتهم له فيأس هذا الشاب من المعاملة الحسنه والضمير والصدق الذى كان يتعامل بهما مع الجميع وعاش حياته متألما بأحوال البعض ودائما يقول:
احوال البشر خدعتنى فحقدوا علي عندما شاهدوا مظهرى اللائق ونجاحى وعلاقتى الطيبة بالجميع وحقدوا عليا عندما شاهدوا فقرى وتواضعى .فماذا افعل ؟؟؟
أيها السادة :
الحياة ليست سهله انها شاقه ومتعبه لأصحاب الضمائر فمهما كانت ضمائرهم حيه وسلوكهم طيبة الا انهم يواجهون صدمات عقيمة من البعض ومن هذا ارسل رسالة لكل انسان حاقد على انسان اخر او انسان يحكم على الآخريين من الظاهر فقط او انسانا يشغل باله بالاخريين لكى يشمت فيهم او انسانا يسيئ للبعض لكى يشوة صورتهم اتقوا الله وأخذوا من الموت ولقاء الله يوم الحساب عبرة إتركوا الأمور كلها لحالها لاتقفوا امام انسان تربى وترعرع على الخير والثواب تعلموا منه كيف تكونوا متسامحين وقانعين بما اعطاه الله لكم .
رسالة أخيرة لكل الاباء والامهات علموا اولادكم على الفضيلة واحترام الذات والضمير الحى والتواضع والرضا بما قسمه الله حتى تصلوا الى صناعة جيل محترم تفتخرون بهم وتنتفعون بهم وينتفع بهم الوطن أيضا…