كتب / مصطفى السبع
فلقد ذهب رمضان ثم جاء العيد والأمران لايختلفان فبدءنا رمضان بنواياه الطيبة والقلوب الصافيه والتجمعات بالمساجد والالتزام بالعقيدة الدينية والمحافظة على وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وفى نهاية رمضان باركنا أنفسنا بقدوم العيد السعيد واستمرت التجمعات وانهالت التهانى بكل حب واقتدار بما فيها الدعوات القلبية للجميع المليئة بكل حب وإيمان ولكن ماذا بعد ذلك.
فالمثل الشعبى يقول رجعت ريما لعادتها القديمة فبعد العيد تبدأ التفرقه كل منا يذهب الى حال سبيله لمواجهة الحياة بكل مشاكلها ومصاعبها من وجهة نظرنا جميعا لأننا دائما نرى ان الحياة صعبه وكلها مشاكل مع العلم بأن الكثير منا يعلم جيدا أن الحياة أبسط مما تكون ولكنه يتكابر ويتجاهل ذلك حتى يضع نفسه فريسة تحت حصار الكلمة المشهورة النفس أمارة بالسوء فيبدأ يصارع مع نفسه ومع خياله بأن الحياة صعبه وكلها مشاكل ويرى نفسه يعيش فى بوتقة صغيرة لا يتحرك فيها بحريته ويظل دائما مكبوتا ومقيدا وكل هذا بسبب عدم إيمانه بالقناعه والروح الطيبه المسالمه..
فالانسان هيئ نفسه منذ سنوات كثيرة بأن القناعة والرضا ماهى الا وقت محددا يقابله مره واحده كل عام لذلك تأتى بداخله السعادة والسرور فى هذا التوقيت من كل عام عند قدوم رمضان وقدوم العيد وترك نفسه فى اصطدام طوال الشهور الباقيه من كل عام مع أمواج الحياة القوية التى تنهال عليه بصدامتها لقوتها الخارقه والتى سيطرت على الانسان بسبب ضعف عقيدته وامكانياته الايمانية فالانسان منا لايرى نفسه فى بداية رمضان من حيث الاستقرار النفسي والهدوء والترتيب وايضا عند قدوم العيد فترى التسامح وترى الارادة القوية التى يتمتع بها من حيث الصبر وقوة التحمل والسماحة بينه وبين الاخريين فلماذا لا نسير دائما فى هذا الاتجاه مع العلم بأن الجميع دائما حال لسانه يقول بعد انتهاء رمضان ياليت العام كله رمضان فهل الانسان مخلوقا ليعيش انسانيته فى شهر رمضان فقط وباقى العام يتجاهل او ينسى انسانيته التى خلقه الله بها فكان أحسن خلق الله فلماذا لا نسير على هذا المبدأ طوال أيامنا لماذا لانستمر فى هذا الاسلوب الراقى بيننا لماذا لا نستمر على قناعتنا والحفاظ على عقيدتنا الدينية لماذا لا نستمر سعداء ونتغلب على انفسنا التى تأمرنا بالسوء فكم من إنسانا كان يشعر بالمرض قبل رمضان والعيد وفى خلال الثلاثون يوما لايشعر بالمرض بل يتمتع بصحة جيدة فكم من انسان كان يشعر دائما بالكرب والفقر وقلة الحيلة والإمكانيات وفى خلال شهر رمضان حتى العيد يسيطر عليه شعورا بأنه اغنى اغنياء العالم واسعدهم أيضا فكم من انسان يشعر بكره من حوله ويغتابهم ويغتابوه وفى خلال شهر رمضان حتى العيد ترى الامر معكوسا انعكاسا كبيرا جداااا.
أعزائي إن فسيولوجية التغيير بداخل الإنسان تتغير من خلاله فهو الوحيد بإمبراطوريتة قادرا على التغيير من الأسوأ الى الأفضل بالسيطرة عليها والتحكم فيها فالانسان قادرا على سعادة نفسه وجمال حياته وهو القادر أيضا على تعاسة وكآبة حياته فعلينا ان نتعلم من دروس الله سبحانه وتعالى ورسوله التى نشاهدها خلال رمضان والعيد فهما دروس يهبها الله لنا لكى نتعلم منها كيف تكون الحياة وما حقيقتها وكيفية التعايش معها وكيف تعيش بإمبراطورية تسعد حياتك.
فالحياة لعبة بسيطة يستطيع الانسان التحكم فيها.
فالحياة قطعة قماش يستطيع الانسان ان يفصل منها تفصيلا جميلا.
فالحياة مصنعا كبيرا يستطيع الانسان ان يبتكر منها ويصنع لنفسه مستقبلا كبيرا يحتزى به.
فالحياة مؤسسة للترابط والأخوة والتواضع والقناعة حتى تعلوا بنا وتتزين سماؤها بالسعادة والحب والاخلاص.
أعزائى استمروا على نفس خط سير الحياة الذى صممتوه ورسمتوه على لوحة فنية رائعة قبل دخولكم شهر رمضان والتى استمرت هذه اللوحة ببريقها ولمعانها حتى جاء العيد فلنعمل جميعا على المحافظة على هذه اللوحة لتظل كما هى ببريقها اللامع الجميل طوال حياتنا.
فالإمبراطورية تحدى لمواجهة مطبات الحياة وهى أيضا التى تساعدك على ابتكار لوحة فنية جميلة تعبر لك عن حياة سعيدة وجميلة ترى فيها العيون الحقيقية لمعنى الحياة.