متابعات
يمتلئ تراث البشرية بقصائد الغزل ومشاهد الارتباط الرومانسي بالقمر، لكن تلك المشاهد وهذه القصائد المليئة بمشاعر الحب والارتباط بذلك التابع المخلص للأرض منذ ملايين السنين، والذي كان ملهما للشعراء عبر التاريخ، توشك أن تتحول إلى مشاعر قلق وخوف وربما كراهية للقمر الذي يمكن أن يكون سببا في هلاك البشرية.
فقد كشفت تسريبات لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن معلومات مقلقة بخصوص تعرض جيولوجية القمر لمجموعة من الكوارث الطبيعية التي تهدد بانهياره.
وأشارت ناسا إلى حالة من النشاط الزلزالي القديمة تزداد مع تقدم خامس أكبر قمر في المجموعة الشمسية بالعمر، ما قد يسبب تصدعات في قمر الأرض الوحيد.
ونظرا إلى أن قشرة القمر هشة، تتسبب هذه التصدعات في تحطم سطحه مع تقلص المساحة الداخلية، ما يجعل القمر أنحف بحوالي 50 مترا على مدار مئات الملايين من السنين الماضية.
وكان رواد الفضاء الذين شاركوا في بعثات أبولو لقياس النشاط الزلزالي على سطح القمر في الستينيات والسبعينيات وجدوا أن غالبية الزلازل حدثت في الأعماق الداخلية للقمر بينما حدث عدد أقل منها على سطحه.
وفحصت الدراسات الزلازل القمرية السطحية التي سجلتها بعثات “أبولو” وأقامت روابط بينها وبين الملامح الجديدة التي نشأت على السطح، وتوصل الباحثون إلى ترجيح أن زلازل القمر لا تزال نشطة حتى اليوم.
وقالت صحيفة “ديلي اكسبرس” البريطانية إن القمر ربما ينكمش مثل حبة العنب المجففة، بسبب فقدانه الحرارة ببطء منذ تشكله قبل نحو 4,5 مليار سنة. ونقلت الصحيفة عن الباحث الأمريكي توماس ووترز قوله: “تقلص القمر عملية قوية، لكنها مدهشة بشكل لا يصدق”، مشيرا إلى نشاط العيوب التكوينية في القمر التي تسبب الزلازل والتصدعات.
وأضاف أنه “من المرجح أن يستمر القمر في البرودة والانكماش تدريجيا، وقد تكون زلازل قمرية قوية، يمكن أن تصل قوتها إلى نحو خمسة درجات على مقياس ريختر”.
وذكرت الصحيفة أن تنبؤات تربط بين تصدعات القمر وتوقعات انهياره، وبين ما يطلق عليه “نهاية العالم”.