ماأروع إلتفاف المصريين نحو هدف واحد وبخاصة إذا كان المطلب عادلا ولعلى أجلى صور هذا الالتفاف وأوضحها حملة المصريين على صفحات التواصل والتى جاءت تحت شعار :
” خليها —– تصدى ”
ولعل المتابع يرى وبوضوح من خلال كثرة الاعلان هذه الايام عن تسهيلات وعروض للبيع مع ظهور ملحوظ لتجار السيارات والوكلاء بالبرامج التلفزيزنية يعطى مؤشرا على إحساسهم بخطر حملة ” خليها تصدى ”
وبالفعلصرح بعض التجار والخبراء بأن الحملة أثرت بشكل سلبي شديد على حركة البيع خلال الأسابيع الأخيرة.
ومن دلالات تأثيرات المحلة تكدس السيارات بالموانى المصرية حتى أن التجار باتوا يبحثون عن مخازن لسياراتهم فى المحافظات
ويمكن أن نبرز أهم مظاهر نجاح الحملة من خلال نقاط محددة من بينها :
– تخلى الوكلاء والتجاروأصحاب معارض السيارات عن تلك النزعة الهجومية ضد الحملة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى واستعاضوا عنها بتوجيه اللوم للقائمين على تلك الحملة بعد أن أدركوا أن مواجهة الحملة بالهجوم علىها واتهامهم لاصحابها بعدم الوطنية لن يجدي.
ولعل من غير المقبول لدى المقاطعين ما يتعلل به ويؤكده التجار والخبراء بأنه من غير الممكن تقديم خفض إضافي للأسعار
فمقارنتهم بين الاسعار فى مصر وفى دول الخليج المجاورة يتبين من خلالها أنه برغم تشابه التكاليف والأعباء على الوكيل إلا أن الأسعار فى تلك الدول فى متناول الجميع، ولا تقارن بنظيراتها بمصر
ويظهر ذلك بجلاء فى الفارق فى هامش الربح الذى لا ينحصر فقط فى بيع السيارة بل أيضاُ فى المكاسب التى يجنيها الوكلاء من خدمات ما بعد البيع كالصيانة وقطع الغيار. فارتفاع تكلفة خدمات ما بعد البيع بمصر لا مثيل له فى الدول الاخرى حيث المبالغة الشديدة فى أسعار الصيانة وقطع الغيار
كذلك من دلالا ت نجاح الحملة أن التخفيضات الأخيرة لم تكن على مستوى التوقعات المطلوبة وفشلت كل محاولات أصحاب التوكيلات وعارض البيع فى إقناع الناس بعكس ما يرونه ويلمسونه عند الإقدام على شراء سيارة جديدة لن ينجح
إذا لابديل عن المطالبة بالسعر العادل فهو أمر لا يختلف عليه إثنان وهو فى صالح المستهلك وكل القائمين على تجارة السيارات
إذا لا بد من وجود صيغة تنظم العلاقة بين العميل ومقدم الخدمة سواء كان الوكيل أو الموزع أو التاجر، وهي صيغة يمكن الوصول إليها من خلال الحوار بين مجموعات المقاطعة والطرف الثاني.
والآن نستطيع القول :
لقد نجحت الحملة حيث انقلب الوضع وصار المستهلك فى موضع القوة هذه المرة. وبات من المؤكد أن الوقت ليس فى صالح الوكلاء والموزعين والتجار،
ولعل اختبار القوة الذى ابداه المصريون بحملتهم ” خليها تصدى ” يؤكد بالفعل أن الأمر كله بيد المستهلك المصرى وإرادته فهم من يستطيع بالعرض والطلب أن يتحكم فى الاسعار ويواجه المحتكرين
واخيرا – هل تشهد الأيام القادمة استمرارا لحملة المقاطعة وتراجع ملموس فى اسعار السيارات هذا ما سنشهده ونلمسه