والخَيْرُ والشَّرُّ مَخْلوقان مِن قِدَمٍ
ضِدّانِ بينهُما في الكَوْنِ أَسْتارُ
وحَالُنا هذِهِ ما بَيْنَ مَشْرِقِها
وبَيْنَ مَغْرِبِها تَبْكي لَهُ الدارُ
ضِعْنا على هامَةِ الدُّنْيَا وَ ضَيَّعَنا
حُبَُ الدُنَيَّا وَسِمْسارٌ ودولارُ
وما بِنَا مِنْ عِيوبٍ غَيْر فِرْقَتِنا
وإنَّنا دُوَلٌ شَتَّى وأَقطارُ
كُنَّا نَوارِسَها إِذْ حُبُّنا دَنِفٌ
وَإِذْ سَمانا بها شَمْسٌ وأَقْمارُ
واليَوْمُ لا شَمْسُنا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ
ولا سَماءٌ ولا السُمّارُ سُمّارُ
— —- —
مَآتِمُ الحُزْنِ في بَغْدادَ شاهِدَةٌ
والقُدْسُ مَقْطوعَةُ الأكبادِ تَنْهارُ
سَمِعْتَ مِنْ كَرْبلاءَ المَجْدِ نَخْوَتَهُمْ
لَبَّيْكَ أَرْواحُنا تَفْديكَ يا جارُ
—— —- —-
ضاقَ الخِناقُ فلا أَهْلٌ ولا جارُ
ولا جَليسٌ ولا في الدارِ دَيّارُ
ولا عِراقٌ بِهِ تَرْسوا سفينَتُنا
أَمَّا الجِوارُ فهُمْ بالأَمْسِ قد جاروا
والأَقْرَبونَ لنا ضاعَتْ هَوِيَّتُهُمْ
وما لَهُمْ في تخومِ ِالأَرْضِ أَخْبارُ
فَانْهَضْ مُعافى سَليمَ القَلْبِ ياوطني
فَكُلُّنا لَكَ في الهَيْجاءِ أَسوارُ
هذي فِداكَ بنو الأَنبارِ يا وطني
إِنْ سامَكَ الدَهْرُ والأَنْبارُ أَنْبارُ