بقلم : على الصاوى
بينما كنت جالسا يوما أمام شاشه الكمبيوتر أتصفح الإنترنت صادفنى فيديوا لحاخام إسرائيلى فى مؤتمر دينى يرد على بعض أسئله الحاضرين ، وكان من ضمن الأسئله، ما هو السبب وراء علو إسرائيل فى المنطقه وتمدد نفوذها بهذا الشكل فى ظل تواجد عربى كبيير فى المساحة والعدد؟؟ فابتسم الحاخام إبتسامة خبيثه وقال سأروى لكم قصه ،كان هناك أحد الملوك فى زمن ما تمرد عليه بعض الأمراء وأرادوا أن يخلعوه من منصبه، فاقترح عليهم الملك وقال لهم سوف نجرى سباق بين الديوك على أن يأتى كل أمير بأقوى ديك من مزرعته، وصاحب الديك الفائز سوف يحظى بالعرش ، وإذا كان ديك الملك هو الفائز يبقى على عرشه، مع تعهد جميع الأمراء ألا ينازعوه الأمر ثانية، فوافق الأمراء”
“وفي صبيحة اليوم التالي أتى كل أمير بأقوى وأشرس ديك في مزرعته، بينما جاء الملك وهو يحمل ديكا هزيلا منتوف الريش، يكاد يمشي على ساق واحدة، فتعجب الجميع لهذا، ولكن بمجرد أن بدأ السباق، اتضحت حكمة وذكاء الملك، فالديوك القوية تصارعت فيما بينها، بينما لزم ديك الملك الهزيل أحد جانبي حلبة السباق دون ان يُعيره أي ديك قوي انتباهه، وهكذا بدأ الديك الهزيل في السير ببطء نحو خط نهاية السباق، بينما إستعر الصراع بين الديوك القوية الشرسة حتى النهاية، وبهذا تحقق الفوز لديك الملك الأضعف منهم جميعاً رغم خطواته البطيئة، وحالته التي تدعو إلى الشفقة والرثاء!”
فالخطة كما اتضحت معالمها أن نقوم بالقضاء على أنفسنا ذاتياً بغباءنا المعهود دائما، حتى يتم إستنزاف كل القوى العظمى لتبقى إسرائيل قوة وحيدة باقية فى المنطقه وتحقق حلم دولتها من النيل إلى الفرات ، والدول العربيه لا تزال تساعدهم فى تنفيذ هذا المخطط طويل المدى بتناحرهم السياسى وصراعهم المذهبى الذى لا يؤدى إلا لمزيد من الإنقسام والتشذرم، وكل حاكم عربى لا يهمه سوى سلطانه وطالما الصراع بعيد عن قطره المحدود فلا يهمه أى شيئ أخر، ونسي أن حلم اليهود هو إقامة دوله متراميه الأطراف من النيل إلى الفرات، وهذا ما أورده نتنياهو فى كتابه مكان تحت الشمس حيث قال فيه ” إن حدود دولتنا ليست فلسطين فحسب بل تمتد إلى الأردن وبعض الدول العربيه حتى خيبر فى السعوديه ” وحين سئل أحد القاده العسكريين عن حدود دوله إسرائيل فقال ” حدود دولتنا حيث توجد دباباتنا وأقدام جنودنا ”
وهذا هو السبب فى عدم وضع دستور لإسرائيل كى لا يفرض عليهم ترسيم حدود كيانهم المحتل التى من الصعب رسمها فى ظل هذا الطموح اللامحدود من النفوذ السياسي والجغرافي الذى يريدون الوصول إليه .
المنطقه العربيه على شفا جرف هار وهى فى طريقها إلى الجحيم، إن لم يتم تدارك هذه الخلافات السياسية والبدء فى رسم سياسه جديده قائمه على الإتحاد والقوه تغير من دفه الصراع العربى الإسرائيلي لصالحنا ، وهذا لن يتحقق إلا حين يخرج كل حاكم من دائره نفسه وأطماعه الشخصيه، ويجعل همه هو الحفاظ على وحده الأمه ، ويجب ألا نتغافل عن الإصلاحات الداخليه من خلال تطوير التعليم الذى يزيد من وعى الشعوب لمواجهة أى عدوان خارجى، وخاصه الغزو الفكرى الذى سمم عقول الشباب وفصلهم عن تاريخهم وحضارتهم، وأيضا مكافحة الفساد وتفكيك الأنظمه الديكتاتوريه التى تعمق الفجوة بين طبقات الشعب والنظام الحاكم مما يزيد من القمع والإعتقال الذى يقتل إنتماء الجماهير لأمتهم لشده الظلم الذى يقع عليهم ، لابد من إجراء حزمه إصلاحات تشمل كل الأصعدة الدينيه والإقتصادية والسياسية والاجتماعية، لتأسيس أمه قويه قائمه على العدل والمساواة بين الناس، وإلا فلن يكون هناك نصر ولا تمكين .