فاكرين العسكرى اللى نزل أجازة بعد إستشهاد قائده فقرر أنه يروح العاشر من رمضان و يدور على بيته لحد ما وصل و أدى التحية العسكرية لإبنه حمزة وراح عند قبره بعدها و قعد يبكى !!؟ أسمه فدائى ( خفاجى )
مين بقى البطل ده و عمل كده ليه و ايه قصته مع منسى قبطان !!؟ خفاجى جندى صاعقة بطل من رجالة مصرالجدعان الصعايده الغلابه اللى الأصاله و الكرم ماليهم اللى فيهم خير يكفى مصر كلها رغم ضيق الحال و الظروف ، اللى جواهم أمل فى ربنا كبيير أوى رغم اللى شايفينه من مرار ووجع و صعوبه فى المعيشه ، خفاجى عنده أخ أكبر منه عنده 39 سنة و أربع أخوات بنات على وش جواز ، أخوه الأكبر متجوز و عنده أربع أطفال لما خفاجى دخل الجيش أخوه توفاه الله أيوه الكلام ده ليك يا عم ياللى شايل هموم الدنيا وحاسس أنك فى كرب .. دلوقتى خفاجى عسكرى فى شمال سيناء بيحارب و أخوه اللى عنده أربع أطفال توفاه الله و عنده أربع أخوات بنات على وش جواز متخيل !!؟ طيب بس كده !!؟ لا استنى لسه والده بقى متوفى ووالدته عندها فشل كلوى و بتتعالج علاج مكلف جدا و حالته تعبانه طيب خفاجى بقى بيشتغل ايه !!؟ على باب الله .. تعليم !؟ مفيش .. صنعه !؟ مفيش .. بيسوق عربيات نص نقل يشتغل فواعلى يعمل اى حاجه تجيب أى رزق من عند الله غير كده مفيش .. طيب مفيش اى حاجه خالص يعنى !!؟ لأ فيه .. فيه ايه !!؟ فيه رحمة ربنا فى بنى أدم كان أسمه ( أحمد صابر منسى ) أستلم كتيبة البطل الشهيد رامى حسنين و جمع الجنود و قال حد عنده أى مشكلة ؟؟ خفاجى رفع أيده قال له أنا يا فندم راح القائد قال له تجيلى المكتب دلوقتى ..
فى المكتب القائد : خير يا خفاجى ؟؟ يا فندم أنا والدى متوفى و اخويا متوفى وسايب أربع أطفال و أنا عندى أربع أخوات بنات منهم واحده بنجهزها دلوقتى علشان تتجوز و أنا اللى باشتغل و باصرف عليهم و بانزل أجازة عشر أيام كل 35 يوم لو ينفع بس سيادتك تقلل المده او تزودلى الأجازة ؟؟ بس كده يا فندم مش عايز حاجه تانى القائد : أوعى يا خفاجى تكون بتكدب على قائد كتيبتك .. خفاجى : يا فندم ده رقم والدتى اتصل بيها و عنوانى عند سيادتك أسأل علينا ..
القائد : طيب ينفع معاك تنزل أجازة كل 15 يوم 15 يوم ؟؟ خفاجى مبتسما يا فندم ولا أحلم بكده 🙂 القائد : طيب أنت نازل أمتى .. خفاجى : كمان عشر أيام سيادتك ..
القائد : لأ أنت نازل بكره روح خلى مساعد تعليم يعملك تصريح ب 15 يوم من بكره و يجيبهولى أمضيه دلوقتى ..
نزل خفاجى أجازة وحاسس أن الحياة أحسن و أن ربنا بيطبطب عليه و بعتله ملاك من السما أسمه أحمد منسى .. يعدى يومين من الأجازة وتليفون خفاجى يرن يرد يلاقى القائد بتاعه !!! هيرجعنى من الأجازة ولا أيه أستر يارب !!
القائد : أزيك يا خفاجى عامل ايه
خفاجى : الحمد لله يا قائد بخير
القائد : باقولك ايه أنت عنوانك أيه بالتفصيل يعنى لو عايز أجيلك أجيلك إزاى ؟؟ وصف خفاجى العنوان تفصيلا
خفاجى : هو أنت هاتيجى يا قائد
القائد : أجى فين ياعم أنا بهزر معاك
بعد ساعتين خفاجى رجع من الشغل وكله تراب و عفار وهدومه مبهدله غبار و رمله من الشغل الباب خبط بيفتح لقى الملاك اللى من عند ربنا واقف على الباب بيمد ايده يسلم عليه خفاجى بيقول بامد ايدى ومش مصدق هو جه بجد لحد بيتنا فى الصعيد !!!!؟؟؟
منسى قبطان : مش هتحضنى ياض ولا ايه !!؟
خفاجى يا قائد مش عايز ابهدلك هدومك أنا لسه راجع من الشغل و مغبر
منسى قبطان : ( يا أبنى تراب الشغل ده نعمه من عند ربنا ) و حضنه ودخل سأل على والدته و سلم عليها وباس راسها و إيديها وطلب منها الدعاء لهم و سلم على أخواته البنات وقال لخفاجى عايزين نفرح والدتك بقى يا خفاجى ونجوز أخواتك خفاجى بيقول ( الحمد لله اليوم ده كان عندنا فرخه و كنا طابخين ) واخد بالك أنت !! طلب خفاجى انه يتغدى القائد معاهم قالهم والله سبقتكم أنتوا أتغدوا بس و كلوا و أنا كده كأنى أتغديت والله .. طبعا هى الملايكه بتاكل !!؟ .. وقبل ما يمشى أدى ظرف لخفاجى وقاله فرح أمك يا خفاجى على ما أرجع مصر تكون أديتنى تمام بأن الأجهزة الكهربائيه بتاعت أختك كلها جات ماشى .. خفاجى : تمام يا قائد
نزل خفاجى وجاب حاجة أخته و خلصت أجازته و رجع الكتيبه أمر القائد أن خفاجى مايطلعش أى مداهمات خطر أبدا ، قال لخفاجى تصلى كل يوم الخمس صلاوات و تيجى تصحينى علشان الفجر و لو أنت نايم أنا هصحيك و ماتسيبش فرض أبدا .. تتعلم الحلاقه وتضم على حلاق الوحده و هاجيب كرسى و أقعد فى وسط الكتيبه و تحلقلى علشان الكتيبه كلها تعرف انك بقيت الحلاق ولما يشوفوك بتحلقلى هيخلوك تحلقلهم واللى يدخلك من الحلاقه تاخد تلتينه ليك ..
خفاجى من اللحظة دى أعتبر أن الراجل ده أبوه ولما طلع البرث كان بيكلمه بإستمرار و أخر مكالمه قبل إستشهاده بساعات .. خفاجى : أزيك يا قائد أمى بتقولى فى التليفون مافيش فرح من غير وجودك أمانه عليك يا قائد لازم تيجى تحضر .. القائد : إن شاء الله يا خفاجى بس أنت تيجى العاشر يوم كده و النقيب شبراوى هييجى معايا و تقضوا يوم عندى فى البيت إن شاء الله ويقفل السكه وينام خفاجى يحلم بالقائد مبتسم و بيقول له قوم صلى الفجر يا خفاجى فيقوم يصلى الفجر و يرجع ينام يصحى على تليفون واحد زميله بيبلغه بإستشهاد البطل يقوم مفزوع يخرج يلاقى العساكر نايمين يلاقى شاويش قاعد مسهم و إيده على خده و صول واقف يجرى يسأل الصول المقدم منسى ماله يا حصول أحمد .. ماله يا خفاجى .. جالى تليفون أنه أستشهد الكلام ده صح !!؟ يبكى الشاويش الواقف بحرقه يبكى خفاجى منهارا ياخده الصول فى حضنه أبويا مات يا حصول أحمد !!؟ أبويا مات !!؟ تصحى العساكر الكل بيبكى يطلعوا يجروا على السلاحليك عايزين ياخدوا سلاح و ذخيرة و يطلعوا ينجدوه أو يموتوا معاه يهديهم الصول و يقولهم رايحين فين الطيران طلع خلاص و الموضوع أنتهى و الجثامين جايه دلوقتى على مستشفى العريش يجرى خفاجى على المستشفى يدخل جثمان البطل أحمد منسى ينهار خفاجى و يصرخ أبووووووووى أبوووووووووووي أبوووووووووي ويقع على الأرض يروح بسرعه يطلب ينزل أجازة يحضر الدفنه مايتوافقلوش بيقول ( كان نفسى أنزل معاه قبره و أريحه فى نومته زى ما ريحنى فى الدنيا ) ، يرجع الجثمان يتدفن و بعدها بفترة ينزل خفاجى ومايروحش بلده يروح العاشر يدور على بيت البطل يقابله ظابط يفهم منه و يوصله لبيت البطل يأدى التحية لحمزة أبن البطل و يروح قبر الشهيد و ينهار عنده و يرجع بلده يقول للعريس مافيش فرح قبل أربعين أبويا أنا أبويا مات و يتأجل الفرح و تبكى الأم و تطلب تروح تزوره فى قبره رغم مرضها و يرجع خفاجى سيناء علشان يستأنف القتال و يكمل مشوار بلد بدأته و دفعت فيه أغلى و أطهر و أصدق و أنقى و أشرف الدماء .
وسلام على من يقاتلون فى الليل و فى الصباح بالأكفان قد عادوا .. سلام عليهم جميعا حتى نلتقى .. سلام عليك يا أخى حتى نلتقى .. الله يرحمك ويسامحك ويجعل مثواك الجنه.