بقلم هشام صلاح
الأمام الشافعى قال فيه الإمام أحمد:
“كان الشافعى كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس“.
الكاتب عنه يجد نفسه حائرا أيكتب عن الإمام القاضيً أم المحدث أم الشاعر المجيد أم الإمام الفطن كل أؤلئك كان الآمام الذى أثر عنه بل شهد له بالعدل والذكاء، إلى جانب نبوغه فى العلوم الدينية، وفى طالب العلم كان رحالاً مسافرًا يبحث عن المعرفة أينما توجد ومما ورد عنه
يحكى أن بعض كبار علماء العراق كانوا يحقدون على الإمام الشافعي رضي الله عنه , ويكيدون له لأنه كان متفوقا عليهم في العلم والحكمه وكان متربعا على قلوب أكثر الطلاب الذين أصبحوا يحرصون على مجالسته , لذا إتفق هؤلاء الحاقدين فيما بينهم على تحضير بعض الإسئله المعقدة، وفي إسلوب الألغاز، ويسألونها للشافعي بحضور الخليفه هارون الرشيد الذي كان يحب الشافعي ويثني عليه كثيرا وبالفعل إجتمعوا في مجلس الخليفة وسألوا الامام الشافعي :
السؤال 1 : ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج لحاجة وعاد فقال لأهله : كلوا انتم الشاة فقد حرمت علي فقال أهله : هي حرام علينا أيضا ؟
أجاب الإمام الشافعي : إن هذا الرجل كان مشركا فذبح الشاة على إسم الأصنام وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله تعالى للإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله بإسلامه أسلموا أيضا فحرمت عليهم الشاة.
السؤال 2 : شرب مسلمان عاقلان الخمر فأقيم على أحدهما الحد ولم يحد الأخر ؟
ج2 : إن احدهما كان بالغا والأخر صبيا
السؤال 3 : زنا خمسة رجال بإمرأه فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الجلد ورابعهم نصف الجلد وخامسهم لا شيء عليه ؟
ج3 :إستحل الأول الزنا فصار مرتدا فوجب عليه القتل وثانيهم كان محصنا ( متزوجا ) فوجب عليه الرجم والثالث كان أعزب والرابع كان عبدا والخامس مجنون
السؤال 4 : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلق زوجته ولما سلم على يساره بطلت صلاته ولما نظر إلى السماء دفع ألف درهم ؟
ج4 : لما سلم على يمينه رأى رجل كان متزوجا بأمرأة المصلي وغاب عنها وفي غيبته تزوجها المصلي فلما رأه طلقها ولما سلم عنيساره وجد على ثوبه نجاسه فبطلت صلاته ولما نظر إلى السماء رأى الهلال (( أول الشهر )) وكان عليه دين يستحق سداده بأول الشهر
السؤال 5 : كان إمام يصلي مع أربعة رجال في مسجد فدخل عليهم رجل وصلى معهم وفي نهاية الصلاة وجب على الإمام القتل وعلى المصلين الأربعه بالجلد وعلى المسجد بالهدم ؟
ج5 : أن الرجل القادم كانت له زوجه فسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام أخ الرجل وأدعى ان المرأه زوجته فتزوج منها وشهد معه الرجال الأربعه وأن المسجد كان بيت الرجل فجعله الإمام مسجدا فوجب هدمه
السؤال 6 : ماقولك في رجل هرب عبده فقال : هو حر إن أكلت طعاما حتى أجده (( أي أقسم انه اذا اكل الطعام قبل ان يجد العبد فإن العبد حر )) فكيف المخرج للرجل ؟
ج6 : يهب الرجل العبد لأحد أبنائه ثم يأكل ثم إذا وجد العبد يسترد هبته من إبنه
السؤال 7 : لقى أمرأتان غلامين فقالتا : مرحبا يا بنينا وزوجينا وإبني زوجينا فكيف ذلك ؟
ج7 :إن الغلامين كانا إبني المرأتين فتزوجت كل واحده منهما بأبن الأخرى فكان الغلامين أبنيهما وزوجيهما وأبني زوجيهما
السؤال 8 : أخذ رجل قدح ماء ليشرب فشرب نصفه حلال وحرم عليه النصف الباقي ؟
ج8 : الرجل شرب نصف القدح ورعف (( اي خرج الدم من أنفه )) فسقط بعض من الدماء بالقدح واختلط مع الماء فصار محرما عليه.
فأعجب الخليفة هارون بذكاء الشافعي وقال لله در بني مناف فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت .
فقال الشافعي : أطال الله عمر أمير المؤمنين غني سائل هؤلاء سؤالا فإن أجابوا عليه فالحمد لله وإن لم يجيبوا أرجو من الأمير أن يكفيني شرهم فقال الرشيد : لك ذلك فسألهم الإمام الشافعي :
السؤال : مات رجل وترك 600 درهم فلم تنل أخته سوى درهم من الميراث فكيف كان الظرف في توزييع التركه ؟؟
فنظر العلماء الحاقدين بعضهم بعضا طويلاً ولم يستطيعوا أن يجاوبوا على السؤال فقال الشافعي بعد أن أمره الخليفة بالإجابة :
مات الرجل وله إبنتين وأم وزوجه و12 أخ واختا واحده فأخذت البنتان الثلثين 400 درهم والأم أخذت السدس 100 درهم والزوجه الثمن 75 درهم واخذ الإثنى عشر أخا 24 درهما لكل واحد درهمين فبقي درهم واحد أخذته أخته
فتبسم الرشيد وقال : أكثر الله في أهلي منك وأمر له بألفي درهم فإستلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر وحاشيته.
فالله الله فى علماء الأمة الثقات الذين لم يلتفتوا لعرض الدنيا إنما كانوا مصابيح النور والهداية لغيرهم
.