بقلم هشام صلاح
جلست إلى قلمى وأوراقى وشحذت فكرى وتيقظت كل جوارحى للكتابة وأمسكت قلمى وبدأ يخط كلماته الأولى وأنا فى رحابه الفياض فلم أدر ما حولى ومن حولى حتى تنبهت على بأنامل صغيرة لامست كتفى فتنبهت فإذا هى ابنتى الصغرى والتى لم أدر متى كان دخولها ولا كيف كانت خطواتها إلى أن لامستنى ورغم انشغالى عنها بادرتنى قائلة :
– ما لى أراك أبى منهمكا غير عابىء بمن حولك ؟
فقلت : صغيرتى الحبيبة إننى بصدد الرد على بعضهم وتفنيد مزاعمهم وافتراءاتهم بعد أن تمادت اساءاتهم بحقى
ردت قائلة :إذا فقد انتويت أبى الثأر منهم وأن تسير على دربهم وأن تأخذ حقك عاجلا غير آجل !
فقلت : نعم ابنتى لقد عزمت على ذلك
فقالت : أبى وهل ستكتب وأنت محام وقاض فى آن واحد تدافع عن حقك وتقتص ممن قصدت
فقلت لها هو ذاك ابنتى
فردت قائلة : أبى ما ظنك بمحكمة أكثر عدلا من محكمتك التى عقدت
فقلت : هل تريديننى ابنتى أن أرفع دعوى بدلا عن الرد ؟
قالت : نعم أبى لترفع دعوى بالمحكمة السماوية فقاضيها رب الخلائق تلك التى كتب على بابها
” ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 16 الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ “
فقلت لها : ونعم بالله ابنتى وقد قررت أن ” أفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد “
فبادرتنى قائلة : أبى لتسكن نفسك ولتقر عينك فقد أخبرنا رسولنا الأكرم بأن حقوق العباد مصونة فقال : ( “مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
هنا وجدتنى أقول لها من خلف دموعى ” بوركت ابنتى الحبيبة وبوركت نصيحتك ، فليكن الرأى رأيك ولاترك قضيتى بين يدى ملك الملوك قاضى السماء
فما أهون الدنيا وما أعظم أجرالآخرة يوم يقتص الله لمن ُظلِم من َظلَم