بقلم / كواعب أحمد البراهمي
الدنيا بتغلي ؟ ايوه الأسعار بتزيد
فيه سرقة ؟ أيوه البلد فيها بعض الفساد
دي شئ جديد ؟ لا مش جديد
لكن نحن كشعب لازم نعرف هنعمل أيه ؟ ولازم نشوف اللي قبلنا عملوا ايه . صحيح أكتر اللي بعرفه عن السابق ما كان من كتب السياسة ولكن كان من الواقع ومن الناس الي كتبت في الواقع وعاشته وحكت عنه .
أيام حكنم جمال عبد الناصر كان في البداية عندنا نقد وذهب في صندوق النقد الدولي , وسحبناه علشان نعمل في بلدنا تصنيع ثقيل ونحولها من بلد زراعية فقط إلي بلد زراعية وصناعية , ويوم ما قلنا قناة السويس مصرية ومملوكة لمصر كانت ردة فعل الغرب أقوي مما نتوقع ومفادجئة وضربوا أهم مدن في مصر ( القاهرة والإسكندرية وبور سعيد )لمدة ثلاثة أيام علي التوالي بالطيران ولولا تدخل الإتحاد السوفيتي وطلبه في مجلس الأمن وقف العدوان علي مصر وتهديده أنه سيتدخل وسيحارب مع مصر كانت مصر أتدمرت .
وياريت كده وبس وجابو قوات حماية دولية علشان تحمي إسرائيل لأنها خايفة من مصر , وبدأأت مصر تعمر المدن اللي تم قذفها وتم الإعتداء علي مصر من إسرائيل نفسها وجاءت وأحتلت سيناء كلها .
ومصر كانت تعاني لأنها بتبني البلد من التدمير ولأنها لازم تحارب .
المصريين عملوا قطار الرحمة لجمع الترعات للحرب من كل مدن مصر , والفنانين راحوا كل مكان وغنوا وعملوا حفلات في الجامعات والمحافظات ووهبوا كل المكاسب للمساعدة في الحرب , والنساء المصريات أتبرعوا بالدهب علشان مصر تقدر تحارب . مفيش حد قال وأنا مالي , مفيش حد قال إشمعنا فئة كذا دخلها أكبر ولم تتبرع .
وجاء السادات وإستمرت حروب الإستنزاف وحتي حرب أكتوبر وكان فيه أزمة في كل السلع الرئيسية السكر والزيت والصابون , وحتي بعد الحرب كنا دايما نعاني من أزمات إقتصادية , ولكن الشعب المصري كان قوي .
السادات خطط لمدن 6 أكتوبر وبدر والشروق مثلما خطط قبله جمال عبد الناصر لمدينة نصر ومدينة النوبارية الجديدة والعامرية ومدينة الألومنيوم , وغيرها .
وبعد إنتصارنا في أكتوبر كان لازم نبني وكانت مصر محتاجه تتعمر بما فيها القاهرة , وأي شخص ذهب للقاهرة في تلك الفترة ما يجد أي شارع إلا وفيه حفر ومطبات , وكان لازم نعمل مصانع , لكن للأسف بدلا من التصنيع الثقيل أصبحت مصانع بيبسي وشيبسي وتم تم وبم بم . وقالوا إن البلد محتاجه إنها تبني نفسها بعد الحرب وذلك يتطلب أن يتحمل المواطن المصري مزيد من الجوع وكان شعار المرحلة أربط الحزام .
ثم تولي حسني مبارك وفي أول بدايه عهده قالوا لنا مصر مدانة ولابد من جمع تبرعات لصالح مصر وكان يتم فرض جنيه علي كل تقديم في المدن الجامعية من الطلبة , ومبلغ علي سداد إيصالات الكهرباء , وكل مصلحة كانت تحصل مبلغ وكان شعار المرحلة جنيه لسداد ديون مصر , وتم إستكمال بناء المدن الجديدة وتم فتح المصانع وبدأت تدب في الأراضي الصحراوية الحياة , ثم ظهر الذين لا هم لهم سوي أنفسهم وبدأ ينخرون كالسوس في إقتصاد البلد فتم تخريب المصانع بمحاربة إنتاجها وعدم دعمها وشراء المستورد البديل والأرخص بعد أن فتحنا باب الإستيراد علي مصراعيه وتم بيع القطاع العام ومصانع عز الدخيلة وغيرها وغيرها وتم خصخصة الشركات ,وطبعا توقف التعيينات للخريجين وتهاوي الإقتصاد المصري .
ناهيك عن التطبيع وإستيراد بذور وسماد من دولة العدو , وحاليا نعاني من تلك البذور التي أنتجت لنا محاصيل لا طعم ولا ريحة , ومبيدات مسرطنة , وبدأ اللإقتصاد المصري يتجه للسقوط , في زمن أصبح كل شخص يفكر ماذا يكسب هو كشخص وليس هو كفرد في دولة .
ولا يوجد من يقول يجب أن نغير تلك السياسات ولا يوجد فرد يعاقب هؤلاء المسئولين الذين دمروا زراعة الوطن وأوقفوا مصانعه . وتلك كانت أسوأ فترة حيث زادت السرقات وقلت المتابعات , بالرغم من أنه لم يكن بالبلد حروب تستنزف أموالها ولا طاقتها .إلا أنه كان العصر الزاهي للرشوة والفساد في كل مجال .
ثم قامت ثورة يناير والتي كان هدفها الغير ظاهر تقسيم مصر والقضاءعليها والذي كان يبطن الهدف الظاهر وهو الحرية والعدالة الإجتماعية , وتم التخطيط بالتخريب في عقول الشباب وإبراز كل العيوب , وقد ساعد علي ذلك عدم وجود عدل في النظام وتراخي الحكم , وانتشار الفساد والمحسوبية , وعدم النظر في مطالب الشعب وتجاهل إعتصامات المظلومين .
وطبعا الحالة الإقتصادية إزدادت في التردي مع وقفات الإعتصام والإحتجاج والتوقف عن العمل وقد كانت تلك الوقفات عن العمل في المصالح الحكومية تكلف الدولة خسائر بالملايين في اليوم الواحد بتوقف مدخول الرسوم إلي خزينة الدولة .
ثم جاءت ثورة 30 يونيو . وبدأت بلم شمل الطوائف , والقضاء علي بوادر الحرب الأهلية التي كانت المخططات الصهيونية حريصة علي إشعالها , ولكن الهي سلم . ووعي الشعب المصري وإيمانه بوحده نسيجه حمته من تلك الفتن .
وبدأنا نبني من جديد , صحيح يؤخذ علي النظام الحالي أن كل خططه ومشروعاته طويلة الأمد وليست قريبة المكسب ولكنها من الناحية البنائية للدول أفضل , وتأسبس أقوي , ولكن ما زال المواطن المصري يعاني سواء الموظف أو الإنسان البسيط من العمال والبائعين بالرغم من حل مشكلة الكهرباء التي عانينا منها عامين ومشكلة أنابيب الغاز . ولا يستطيع أن يتحمل غلوا في الكهرباء ولا البترول ولا الخبز .
بقي ما هو الأهم
كيف نتغلب علي حالة عدم الرضي من المواطن ,
أولا : لابد أن يتم الإعتماد علي المنتوجات المحلية , وتقليل الإستيراد أو منعه , فلا يجوز إستيراد ملابس وأطعمة ونحن في أمس الحاجة للعملة الصعبة .
لابد أن نكتفي بإستيراد ماليس له بديل في مصر .
ثانيا : المساواة في الظلم عدل , فكما يعاني الموظف البسيط لابد أن يساهم أصحاب الرواتب الكبيرة في حل أزمة البلد بأن يدفعوا من رواتبهم مبلغا لن يؤثر معهم شهريا ولمدة عام . والفنانين وكل شخص له دخل كبير من ذوي الأعمال الحرة , ولنتذكر أن المصريين دائما يقفون بجانب بلدهم .
ثالثا : وهو الأهم أن يتم الإشراف علي المبالغ المجمعة تلك لجان متخصصة تخضع في عملها للرياسة مباشرة ( السيد رئيس الجمهورية ) .
لابد أن نعترف أنه يوجد عند البعض قلة في الضمير وإستحلال مال الشعب , ولولا ذلك لكانت مصر أغني دولة بالرغم من كل ما تعرضت له من حروب .
والسؤال الأخير هل نستطيع كشعب وجد كل هذا التطور وإستعمال النت في كل المجالات ومنها مجالات التسلية وعدم العمل والجلوس أمام الشاشات الزرقاء ليلا و نهارا . هل نستطيع أن نفعل كما فعل أجدادنا ونكف عن سب النظام ونكف عن الشكوي ونرضي بما في أيدينا ,.
لأني وجدت أن بعض الشكاوي غير متقاربة تماما , حيث يشكو بعض الأصدقاء من سعر الكهرباء لأنهم يستعملون في المنزل عدد أربع مكيفات أو أكثر , ويشكو البعض الآخر من عدم المقدرة علي شراء كيلو لحم أسبوعيا , حيث أصبحت فروق كبيرة بين الطبقات ذلك بخلاف أصحاب المليارات الذين لا يهتمون لأي شيء .
رابع: ورجاء عدم فرض ضرائب تثقل كاهل أصحاب الدخل المنخفض وتزيد من حرمانهم خاصة من السلع الأساسية , وتوفير الحد الأدني من الإكتفاء للمواطن البسيط ليتمكن من العمل والعطاء والبناء .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي