بضع زجاجات وأكياس بلاستيكية مُلقاة في نهر النيل، كانت كافيةً لخلق كيانٍ جديد، وأمل نرى في نهايته عالم مثالي فاضل لا تشوبه العيوب، كما وصفه أفلاطون، عالم اليوتوبيا، ليتشكل ذلك العالم من خلال مجموعة من طلاب جامعة القاهرة، إلى أنهار ومحيطات لا ترى فيها من التلوث شيئاً، ليسمى ذلك العالم “بلوتوبيا “.
فريق الـ”بلوتوبيا” هو مجموعة من 19 طالبًا من طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم العلاقات العامة والإعلان، جمعهم الإيمان بحلم اليوتوبيا المائية، وشغفهم بتحقيقه، ذلك الحلم الذي يمتد خارج حدود الجامعة والنظام التعليمي، أملاً في وصوله إلى قلب كل فرد من أفراد المجتمع قد يكون غافلاً عن أفعاله البسيطة.
“التغيير بإيدينا الأزرق خيره علينا”، كلمات استُلهمت كشعار للحملة، هتف بها كل شاب من شبان الحملة قد آمن بحلم البلوتوبيا، أمام مسؤولين وإداريين، رسميين وغير رسميين، أفراد من وزارة البيئة، مسؤولين من جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية، منظمات المجتمع المدني المختصة بمجال البيئة، وغيرهم ممن لديهم القدرة الكبرى على التغيير والمساعدة.
أتى الهدف من تلك الكلمات، للتوعية بالسلوكيات الفردية الخاطئة التي أثرت ومازالت تؤثر على البيئة المائية، وبالتالي الإضرار بأحد أهم أعمدة الأمن الغذائي المصري، الثروة السمكية.
يرتكز الهدف الأساسي للحملة على تبسيط المفاهيم المتعلقة بالاستدامة البيئية، والإشارة إلى عدم احتكار الحكومات والمسؤولين للمفهوم ومشتقاته من أفعال ومبادرات للحفاظ عليها، بل التركيز على الأفعال الفردية التي قد يتغافل عنها البعض، وتؤثر عليها، وتوضيح سرعة تفاقم وانتشار ذلك الأثر بشكل أكبر من المتوقع على مجال الإنتاج والاستزراع السمكي في مصر.
لنستلخص في النهاية استطاعة كل فرد في المبادرة بالتغيير والحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة الحقيقية.
تستهدف كلمات الحملة ومبادراتها البسيطة، مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، وإقناعهم بضرورة التغيير، بدءًا من الأطفال، من خلال الزيارات التي قام الفريق بها لأطفال المدارس، إيمانًا منهم بأن التغيير الحقيقي يبدأ من عند النشء، وصولاً إلى الشباب وتشجيعهم على التغيير للحفاظ على حقهم وحقوق الأجيال القادمة في مستقبل أفضل وبيئة مستدامة.
ويضم فريق عمل الحملة ١٩ طالب وطالبة، وهم: هنا إيهاب، أبوبكر منير، چنى طارق، محمد فتحي، بيرلا جابي، سهيلة أحمد، رحمة محمد، محمد محمود، أميرة أحمد، ياسمين وليد، عبدالرحمن حامد، منذر عيسى، ميادة محمد، أحمد وليد، مؤمن أمين، عمر أحمد، مريم محي الدين، فريدة محمد.