المعلم المصري معروف في كل بلدان العُرب بقوة شخصيته وتمكنه من مادته العلمية وعرضها بأسلوب جذاب وتأثيره التربوي على طلابه ولكن في وطنه لا يُقدر أدبيا ولا ماديا ورغم ذلك يقوم بواجبه بكل فخر واعتزاز دون اعتراض أو كلل أو ملل رغم الكثافات الكبيرة لعدد الطلاب داخل الفصل وقلة الإمكانيات لأنه يشعر بأن رسالته بناء الأمم فهو مربي لطلابه وصانع عقولهم ليكونوا علماء ومفكرين ومبدعين في شتى المجالات ينهضون بأمتهم ولا نلوم العامة لعدم تقدير دوره فقد سُلبت حقوقه من وزارته وقياداته فلنتحدث عن الأعباء المكبلة للمعلم المصري .
يطلب من المعلم بجانب دوره التعليمي داخل الفصل إشراف وريادة فصل واحتياطي وأحيانا فرد أمن وملاحظة في امتحانات عامة وامتحانات النقل والتصحيح لكلاهما ثم يطلب منه في امتحانات النقل أن يخرج خارج مدرسته إذا كان لديه أقارب حتى الدرجة الرابعة كيف هذا هل تعلمون أن طالب المرحلة الابتدائية يدخل الامتحان ومعه 60% من الدرجة تقريبا ثم المدرس بالمدارس الفنية عند وجود مانع من سيقوم بعمله؟ إلى جانب العناء والمشقة في هذه الانتدابات وفي مدارس الأرياف الجميع لديه موانع حتى عند خروجه من المدرسة إلى أخرى .
إذا كنتم تفتقدون الثقة في مُعلمكم فكيف تتركون له عقول أبنائكم ليعبث بها وهل الدكتور في الجامعة ينتدب خارج كليته إذا كان لديه مانع؟ فكلاهما مدرس فلما الكيل بمكيالين؟
أعيدوا الثقة في المعلم يا سادة أعطوا المعلم حقه المادي والأدبي إذا أردتم لهذه الأمة أن يكون لها مكانا بين الأمم.