ميرفت محمد
لم تكن تدرك أنها خسرته. وقفت أمامه. هو ذلك الكوب الذي تحبه كثيرا. تناثرت اشلاؤه على الأرض. مسحت بيدها على خديها. تزيل الدموع التي لم تستطع أن توقفها. أهدته لها والدتها في احدي المناسبات.
كانت عليه نقوش ورسوم فرعونية. اعجبتها كثيرا. مطليا بماء الذهب عند فوهته. وبعض الزهور القديمة من الجوانب والنقوش الفرعونية في وسطه. ألوانه زاهية ورقيقة.
الدموع تنهمر وتملئ عينيها وترى الأشياء ضبابية غير واضحة. كل جزء من الكوب ظاهر وكأنه أجزاء. متراقصة الأشكال. هي تراه هكذا.
نزلت على الأرض. تمسك بجزيئات الكوب برفق. تجمعها. احضرت لاصق. وأرادت أن تلصقه وترجعه كما كان دون فائدة. تلك المحاولات منها. كلما وضعت جزء يقع الآخر. احضرت قطع من القماش. وضعتها داخل الكوب. القماش حنين ورفيق به. ظلت تجمع الأجزاء. اخذت وقت طويل وهي تجلس القرفصاء على الأرض. محاولات كثيرة.
نجحت في لصقه إلا جزء صغير جدا وجدته مطحونا. الثقب في الكوب لن يجعلها تحتسي به الشاي مرة أخرى. كانت تفعل ذلك عدة مرات في اليوم ولا تجد بديلا من ذلك الكوب الذي أحبته كثيرا.
تذكرت مقولة قديمة (اللي ينكسر يتصلح) لماذا لا تصدق المقولة على كوبها الذي كان جميلا؟ وقفت وهي تضع الكوب بين يديها تضم كفيها عليه كي يظل الشكل باق لكن دون فائدة. وضعته على مكتبتها وفوقه وردة صغيرة وكأنها تأبين له.
الكوب