د/مايسه عبدالحى شعيب
كانت مصر بسبب الاحتلال الإنجليزي لها على مدار سنوات تقر بالدعارة أو البغاء وذلك لأن الاحتلال يعتمد دائما على نشر كل ما هو سيئ في المجتمع الذي يحتله وهو ما كان يصيب بلد الأزهر بالعار
ولكن بعد جهاد لمدة 6 سنوات تمكن هذا النائب البرلماني أن يمسح العار عن مصر وأن يجعل البرلمان يصدر قراره بإلغاء ممارسة البغاء إنه النائب البرلماني سيد جلال والذي لقب فيما بعد بشيخ البرلمانيين وذلك في أعقاب ثورة 23 يوليو .
وتعود القصة إلى هذا الشخص الذي كان يعمل تاجرا وله تجارته المزدهرة وتمكن من دخول مجلس الأمة في عام 1945 عن دائرة باب الشعرية وحينما دخل البرلمان استمر سنوات يجاهد على المستوي السياسي كي يصدر قرارا بإلغاء البغاء أو ممارسة الدعارة في مصر نهائيا وهو ما نجح في تحقيقه في عام 1947
فقد كان سيد جلال يواجه صعوبة في تنفيذ الحكم من قبل الحكومة التي كانت تؤيد الدعارة في مصر حينها ولكنه لجأ إلى حيلة قوية وذكية جدا ليقنع الوزير المختص باتخاذ القرار وهو وزير الشئون الاجتماعية آنذاك ويدعي جلال فهيم باشا .
وهنا وجب التنويه أن من روي تلك القصة هو الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يعتبر صديق سيد جلال وكان جلال يتردد عليه في منزله في الحسين كل يوم وقد حكي عنه هذا الموقف الطريف حينما أقنع وزير الشئون الاجتماعية بان يأتي إلى دائرته بباب الشعرية ليفتتح مدرسة سيكون النائب سيد جلال بإنشائها
وكانت دائرة باب الشعرية بها شارع كلوت بك الذي يعتبر أشهر شارع للعاهرات والذي كان يعتبره وصمة عار له شخصيا بصفته نائبا عن تلك الدائرة وبالفعل وافق الوزير على الحضور لدائرة سيد جلال من أجل افتتاح تلك المدرسة ولكن كان سيد جلال قد خطط له “مقلب” إذا اتفق مع سائق الحنطور الذي كان سيستقله الوزير أن يدخل بالوزير لشارع كلوت بك وأن يسير ببطء وهو ما حدث
فقد تعرض الوزير لدعوات من العاهرات إذ فكرن أنه أحد الزبائن الأثرياء وتعرض الوزير للامتهان من العاهرات ومزقت ملابسه وسقط طربوشه حتى استطاع أن يخرج من هذا الشارع وهو يوجه السباب والشتائم لسيد جلال بسبب ما فعله به ولكنه بعد ذلك بأيام قليلة قرر إصدار قرار بمنع الدعارة في مصر وهو القرار الذي غسل عار مصر لسنوات طويلة وليس ذلك فقط ، فحينما دخل سيد جلال للوزير بعد القرار اخبره سيد جلال انه سعيد بشجاعته لاتخاذ هذا القرار الذي أعاد كرامة مصر مرة أخري ولكن الوزير اتهم سيد جلال بأنه دبر له هذا المقلب