(شعر- نشأت النادي)
جزيرتاها عاليتان
بحرهما غريق حوافه منحدرة بلا شطآن
جزيرتاها بارزتان في بحر لجي
يغشاني موجه يدغدغني حين أنام
هن بيض وحمر
وعلى قمتيها تنتأ حبتان سوداتان
جزيرتاها تقفا شامختان
كل حين يثار على فوهتهما حمم البركان
هن جزء من أرضها
تحميهما من أعين الغصاب والحمقى والجرذان
تعتني بهما تقتلع من ربوتهما الكلأ
وتترك الغي والحسن على صدرها أحضان
صفحتها صافية رائقة شفافة
كجزر الكناري وبلاد الاسبان
تتهافت عليهما السياح والعشاق
ومرهفي الحس وحاضري الوجدان
تزين أخوارها وأخاديدها كل الزخارف
وحبات اللؤلؤ والمرجان
جزيرتاها تحميها قوة حسنها
فلا يرسو عليها أي مغتصب أو قرصان
تتدلى من عنقها عقود الفل
ويدنو الياسمين عليهما زوجان زوجان
جزيرتاها نفيسة آهلة
ليست مهجورة كجزر مصر أو جزر العربان
هن فتنة تأخذ الأفئدة وتذهب الألباب
يقف عليها الحليم حيران
هن عدل فيها عين بعين وأنف بأنف
وسن بسن ولسان بلسان
إن أردت أن ترتوي
فاذهب إلى القمة فهناك عيناها تنضحان
تمتلآن حسنا وطيبا وقت السلم
وعند الحرب تخرج الأساطيل عنها تزودان
جزيرتاها ظاهرهما لين
وباطنهما ليمف وغدد وسرطان
جزيرتاها ليستا للاستباحة
كجزيرة صنافير أو جزيرة تيران
جزيرتاها كالجزيرة القطرية
ان وقفت أمامهما لابد أن تتجرد وتقف عريان
جزيرتاها لا يرتقي لهما كل قزم
كتب فيها عدم الاقتراب على الاقزام
هن أرض للوغى
فرض فيهما على الأعراب حظر الطيران
هن كالجبلين الأشمين
ريحهما قيظ ورائحتهما جنس بالرجال توقعان
هن حيرة وبؤس وشبق تختلط فيهما المشاعر يالهما من جزيرتان