تفاجأ العالم أجمع ظهر أمس الاثنين بالمأساة الأكبر على الإطلاق والتى أحزنت العالم أجمع، ألا وهى حريق المعلم التاريخى الفرنسى كاتدرائية، “نوتردام دو بارىس”، والتى استمرت محاولات إطفائها أكثر من 8 ساعات متواصلة برا وجوا، بمشاركة أكثر من 400 رجل إطفاء.
وأثارت عمليات الإطفاء الرعب لدى الجميع، وخاصة قوات الحماية المدنية التى أعلنت أن الأمور خرجت عن السيطرة وشكوا فى قدرتهم على احتواء الموقف، وكذلك أطلقت تحذيرات باحتمال انهيار المبنى التاريخى “نوتردام دو باريس”، من شدة المياه، إضافة إلى وجود كميات مهولة من الخشب فى هيكل المبنى وهو ما سهل التأثر بالنيران والمياه.
الكاتدرائية
وكان كبير أساقفة فرنسا قد أعلن أن التدمير الذى خلفته النيران فى ساعات محدودة سيحتاج أعواما كثيرة من أجل ترميمها من جديد وجعلها فى حالة جيدة مرة أخرى.
وعن سبب الحريق العظيم، قال لوران نونيز وزير الدولة بوزارة الداخلية الفرنسية اليوم الثلاثاء إن سبب الحريق الذى التهم كاتدرائية نوتردام التى تعد أحد أشهر المعالم بوسط العاصمة الفرنسية باريس الليلة الماضية لا يزال غير معلوم وأن السلطات تواصل تحقيقاتها لمعرفة كيف اندلع الحريق.
وبدورهم أعلن العديد من الساسة والمسئولين وأغنياء العالم عن نيتهم المساعدة فى التبرع لإعادة ترميم الكاتدرائية المحترقة، فيما دعا آخرون إلى تكوين كيانات لجمع التبرعات من الفرنسيين وتوجيهها إلى نفس الهدف.
واقترحت عمدة العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالجو، فى كلمة لراديو فرنسا الدولى، عقد مؤتمر دولى للمانحين من أجل المساهمة فى ترميم كاتدرائية (نوتردام) الفرنسية، وذلك بعد نشوب حريق بها وانهيار برجها التاريخى وسقفها بالكامل.
وبدوره أعلن وزير الثقافة الفرنسى فرانك ريستر، أن “الدولة الفرنسية ستتحمل حصتها من المسئولية” لإعادة بناء نوتردام.
وقال الوزير الفرنسى لوسائل الإعلام الفرنسية اليوم الثلاثاء،”هناك دراما استثنائية والدولة ستفعل الشيء الصحيح ولكن عندما تكون هناك مثل هذه الطاقة والإرادة للتضامن، يجب علينا الاعتماد على هذا الحماس وعدم وضعه جانباً: نحن بحاجة إلى الجميع “.
وأضاف الوزير ، فى إشارة إلى موقع rebatirnotredamedeparis.fr. يجب أن يسمح لجمع كل التبرعات، كما أشار فرانك ريستر إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه تقييم مقدار الترميم ومدة العمل، ولكن بالطبع سيتخطى ترميمها الملايين.
نوتردام
ومن ناحية أخرى أعلنت شركة LVMH التى تأتى على رأس الشركات الأكثر مبيعا فى عالم الأزياء، وأسرة مديرها رجل الأعمال الفرنسى والملياردير ، برنار ارنو، اليوم الثلاثاء، تقديم هدية “تبرع” بقيمة 200 مليون يورو، لصالح صندوق يدعم إعادة إعمار كاتدارئية نوتردام الفرنسية “نوتردام دو باريس”.
ووفقا لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، تقدمت أسرة أرنو بالتبرع من أجل المساهمة فى أعمال البناء “المذهلة” التى تحتاجها الكاتدرائية، التى تمثل رمزا لفرنسا وتراثها ووحدتها.
ويذكر أن الملياردير الفرنسى فرانسوا هنرى بينو، كان قد أعلن نيته تقديم 100 مليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التى دمرها جزئيًا حريق ضخم مساء الاثنين.
وبحسب ما نشرته، وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، اليوم الثلاثاء، قال بينو، رئيس مجلس إدارة مجموعة كيرينج، إن “مبلغ الـ100 مليون يورو سيخصص لتمويل جهود إعادة بناء نوتردام بالكامل، وستدفعه شركة أرتيميس الاستثمارية التى تملكها عائلته”.
وكان برونو ريتايلو، رئيس مجلس الشيوخ الجمهوريين، قد اقترح إطلاق الدولة الفرنسية مبادرة “اشتراكًا وطنيًا كبيرًا” لإعادة بناء نوتردام دو باريس.
ويقول برونو: “يمكن أن تطلق الدولة اشتراكًا وطنيًا كبيرًا لإعادة بناء نوتردام دى باريس”، فهى تاريخ كل الفرنسيين.
وأشار إلى أن تاريخ تلك الكاتدرائية يفرض على كافة أطياف الشعب المشاركة فى ترميمها وبنائها، بعد الكارثة التى نالت منها اليوم.
أما عن فاليرى باكريس، عمدة منطقة إيل دو فرانس، فقد أطلقت تبرعا بقيمة 10 ملايين يورو من “المساعدات الطارئة لمساعدة رئيس الأساقفة على القيام بالعمل الأول” فى إعادة بناء كاتدرائية نوتردام، التى دمرها حريق هائل يوم الاثنين.
وأضافت “إن إعادة الإعمار هذه، والتى من الواضح أنها ستكلف الكثير، ستجعل البلد بالكامل متكاتفة، بالإضافة إلى تضامن أفضل المهندسين المعماريين، وأفضل الحرفيين فى فرنسا، وربما العالم.
ومن جانبها أعربت اليابان، اليوم الثلاثاء، عن استعدادها لدعم فرنسا فى ترميم كاتدرائية (نوتردام) بعدما تعرضت لحريق هائل أمس.
وأكد المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهايد سوجا – في مؤتمر صحفي أوردته صحيفة (ذا جابان تايمز) – أن الحكومة اليابانية ستنظر بشكل إيجابي في تقديم الدعم إذا ما طلبته الحكومة الفرنسية، وعلق على الحريق قائلا: “لقد كانت خسارة للعالم ونشعر بحزن عميق”.
وأعرب قادة عدة دول إفريقية عن تضامنهم مع السلطات الفرنسية إثر الحريق الضخم الذى اندلع أمس فى كاتدرائية “نوتردام”، فى باريس، وانهيار برجها التاريخى وسقفها بالكامل.
نوتردام
وأثار حريق الكاتدرائية الأثرية موجة من ردود الفعل المؤثرة من جميع أنحاء العالم.
وأعرب رئيس السنغال ماكى سال، فى تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، عن تضامنه مع فرنسا، وقال: “بالنيابة عن السنغال، أعرب عن تضامننا مع فرنسا والمجتمع المسيحى بأكمله فى جميع أنحاء العالم”.
ومن جانبه، أعرب العاهل المغربى الملك محمد السادس عن “بالغ تأثره” إثر الحريق الذى اندلع فى الكاتدرائية، واصفا إياه بـ “الكارثة”، كما بعث برقية إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أعرب فيها عن دعم المغرب وتضامنه مع فرنسا إثر هذا الحريق.
وأعرب رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابورى عن بالغ حزنه، وقال، فى تدوينة على شبكة التواصل الاجتماعى “تويتر”: “كامل الدعم لفرنسا بعد الحريق الرهيب الذى دمر كاتدرائية “نوتردام” فى باريس، تلك الجوهرة الرمزية والتاريخية والأكثر زيارة فى أوروبا”.
كما أعرب رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا عن تضامنه وتضامن بلاده مع فرنسا والمجتمع المسيحى بأسره بعد الحريق الرهيب.
وأعرب الرئيس الغانى نانا أكوفو أدو عن صدمته وشعبه إزاء نبأ تدمير الكاتدرائية “العظيمة” التى تعد واحدة من أكثر المبانى رمزا للحضارة العالمية، متمنيا أن تتكلل الجهود لإنقاذ ما تبقى من هذه الكاتدرائية التاريخية بالنجاح.