أرسل إليه وقال له “أنا زعيم وسلطان آل عثمان، أنا فارس هذا الزمان أنا كاسر الأصنام، ومبيد أعداء الإسلام أنا خوف الظالمين ،وفزع الجبارين المتكبرين، أنا الذى تذل أمامه الملوك المتصفون بالجبروت، أنا السلطان سليم خان إبن السلطان بايازيد خان ،أتنازل بتوجيه إليك أيها الأمير إسماعيل زعيم الجنود الفارسيه ،فإن علماؤنا ورجال القانون لدينا حكموا عليك بالقصاص يا إسماعيل، بصفتك مرتد عن الإسلام، وأوجب على كل مسلم حقيقى ،أن يدافع عن دينه ،ولكن قبل أن تبدأ الحرب معك ،فإننا ندعوكم لحظيرة الدين الصحيح، قبل أن نشهر سيوفنا، وزيادة على ذلك أنه يجب أن تتخلى عن الأقاليم التى إغتصبتها منا إغتصابا ،ونحن حينئذٍ على إستعداد لتأمين سلامتك، فما كان من الأمير إلا أرسل إلى السلطان سليم الأول علبه من الذهب، بداخلها مخدر “الأفيون” وقال له أرى أنك كتبت هذا الخطاب تحت تأثير هذا المخدر ،وما إن أرسل الأمير إسماعيل الصفوى هذه الرساله حتى ضج السلطان العثمانى واشتاط غضبا وأعلن إستنفار الجيش والتجهيز للحرب ،ولما علم إسماعيل الصفوى أن الحرب بدت وشيكه أن تطرق باب دولته الصفويه ،أرسل يتودد ويطالب بإعادة المفوضات مره أخرى ، لكن السلطان العثماني رفض وأرسل إليه قائلاً “إن كنت رجلا لقينى فى المعركة ولن نمل انتظارك ” وتقابل الجيشان فى معركه جالديران الشهيره عام 1514 وانهزم الفرس هزيمة ساحقه وفر قائدهم ذليلا مهانا، واسترد المسلمون أراضيهم مرة أخرى، واختفت الدولة الصفويه (إيران حاليا) إلى أن جاء الخومينى لإحياءها من جديد تحت مسمى الثوره الإسلاميه عام 1979 ..
وما أشبه اليوم بالبارحه فالتاريخ يعيد نفسه من جديد، فدائما ما تتشابه صفحاته على مر العصور ،لتوثيق ما يحدث من إعتداءات إجراميه وخطط خبيثه، تتبناها أنظمه طائفيه فاسده لا تؤمن إلا بلغة الدم لمد نفوذها ،واتساع إمبراطوريتها على خريطه الوجود السياسي ولو على حساب الدول الأخرى ،
فقد بدأ الإيرانيون بعملية شراء عقارات وأراضي موسعه داخل المناطق المدمره التى تركها أهلها ، من القصف للتمكين للمد الشيعى فى البلاد بتسهيلات من بشار الأسد، بل وبالأمر المباشر منه شخصياً سمح لكثير من المقاولين الإيرانيين بدخول البلاد والعبث بها مع إعطاءهم الجنسيه السوريه كى يتسنى لهم الشراء بسهولة ويسر لإحداث تغيير ديمغرافى يخدم الطائفه العلويه ويسهل من عملية تقسيم البلاد ، فالمخطط بات مكشوفاً للجميع فإيران عمدت لشراء عقارات وأراضي ومنشأت وفنادق وأماكن مخصصه للإستخدام المدنى فى مناطق متعدده فى دمشق وريفيها، إما لتوسيع البؤر المحسوبة عليها من ناحية طائفية، أو أحياناً لإقامة بؤر جديده تكون بمثابة سياج حول العاصمه دمشق لحمايتها ،فإيران على قناعه أن تغيير قريب سيحدث بسوريا وهذا التغيير سيخلق مرحلة جديده لا مكان فيها للأسد ، لذلك فهى تقوم بتشجيع مواطنيها لشراء العقارات والأراضي فى الأماكن الراقيه بدمشق
وكل هذا يحدث والنظام السوري على علم بذلك بل هو من يتستر على هذا التوغل الصفوى كى لا يسقط ويفتضح أمره ،فإيران تدعم النظام السورى وبالتالي فبقاؤه مرهون بوجود المليشيات الشيعيه وقوات الحرس الثوري ،التى تقاتل من أجله والمرتزقة الذين جلبوهم من الخارج وأعطوعم الجنسيه السوريه ، بل وسكنوهم فى منازل السوريين بعدما دخلوا إلى بعض الأماكن واستوطنوا فيها ،فإيران تعمل بكل الوسائل لتقوية نفوذها المستقبلي بسوريا من أجل تحقيق رغباتها وضمان بقاء مصالحها على المدى البعيد
لقد أصبحت القضيه السوريه رقم صعب فى معادلة قضايا الأمه وهذا يرجع للتخاذل العربى والإيقاع البطيئ فى التحركات السياسيه ، والإعتماد على سياسه المجتمع الدولى التى لا تزيد الأمور إلا تعقيدا ومماطله لخدمه أعداء هذه الأمه من اليهود فلقد قال بونجوريون رئيس وزراء إسرائيل “إن بقاءنا فى المنطقه لا يعتمد على قوة سلاحنا النووى بل يعتمد على تفتيت ثلاث دول العراق وسوريا ومصر وهذا لا يعتمد على قوتنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الأخر” وبالفعل تحقق له ما أراد فالعراق تمزق داخليا وأصبح تابع للمعسكر الإيرانى سياسيا وعسكرياً ،وسوريا فى طريقها إلى ذات المعسكر بعدما سيطرت إيران بشكل كامل على المناطق الحيويه هناك وتهجير نصف الشعب السورى خارج البلاد ،وكل هذا يصب فى مصلحة اليهود الذين لا يريدون لهذه المنطقه أن تنعم بأمن دائم ورخاء مستمر ، لاسيما أن معهم مجتمع دولى غير منصف يساهم فى تحقيق أحلامهم التوسعيه بقرراته الظالمه على حساب شعوب المنطقة.
“لا يحك ظهرك إلا ظفرك فتول أنت جميع أمرك “الدول العربيه هى الوحيدة التى تمثل آليات إسترداد حقوقها ،لا الغرب ولا أمريكا سيفعلون لنا شيئ، إن لم تتحد الأمه ويلتئم هذا الشتات الذى جعلنا لقمه سائغه فى أفواه أعداءنا المتربصون بنا منذ أمد بعيد ،حتى جاءتهم اللحظه وغرسوا فى جسد الأمه أنياب الغدر والكراهية ومزقونا شر ممزق ، والذى ينتظر من المجتمع الدولى حل القضيه السوريه بشكل سلمى يضمن سلامه الأرض والمواطنين فهو واهم ، فهذا المجتمع هو من قام فى يوم من الأيام بترشيح هتلر وستالين أكبر سفاحى العالم على مر التاريخ لجائزة نوبل للسلام ، فليس بعيداً عن هؤلاء أن يرشحوا بشار الأسد يوما لنيل هذه الجائزة هو الأخر.