للأسف الكراسي والمناصب هذه الأيام أصبحت كثيرة والانتاج فى العمل والإحترام والود أصبح قليلا جدا والسبب هو كالآتى :
صاحب منصب أو كرسي لا يفكر الا فى كيف يحصل على نسبته المالية التى من خلالها يصبح إنسانا ثريا صاحب مبالغ مالية كثيرة بداخل البنوك وأيضا يسعى الى ان يعيش فى قصرا كبيرا فارها يتباهى به أمام الجميع ثم يصبح أيضا صاحب أراضى كثيرة حتى يقال عنه انه من الأثرياء وبعد ذلك يتظاهر بالخوف على مصلحة بلده أو المؤسسة التى يعمل بها من خلال فرض إسلوبه وسيطرته على الجميع ويصدر قرارات تعسفيه تغضب من يعمل تحت قيادته بل يجسد شخصية فرعون وهو يبحث عن الاشياء التى ترضى جبروته من أجل تأمين مستقبلة حتى ولو على حساب المؤسسة والعاملين بها ويقوم بدور البطل كأنه يمثل مسلسلا دراميا حتى يشاهده الجميع ثم تنتهى الحلقات بالاحتفال والجميع يسقفون له برغم ظلمه ولكنهم مضطرون لذلك لأن صاحب هذا المنصب الكبير يقوم بتكوين شبكة حوله من خلال الملاليم التى يصرفها عليهم حتى يرسمون من وجهته صورة كبيرة تعجب الجميع فتراهم يتهاتفون عليه بالتطبيل والرقص حتى يصل صوتهم بين الجميع ويوهمون الآخريين بأن ذاك الرجل هو الرجل المناسب لهذا المكان وما على الجميع ان يستسلم للأمر وذلك بسبب خوفهم على عملهم ورزقهم وعدم تطبيق اللوائح المزيفه عليهم لان الامر وصل ان صاحب هذا المنصب زرع بينهم اشخاصا يعملون من أجله كل ما يطلبه منهم نقل الأخبار ومراقبة البعض والاحداث التى تحدث بينهم وفى النهاية لايهمه التأثير الذى يحدث نتيجة ذلك لعرقلة سير نجاح المؤسسة بل يساعد بأفعاله إسقاط المنظومة ودمارها.
إنها حكايات وحوارات تأخذنا بعيدا عن الواقع الذى نعيشه تسمع الكلمات الجميلة فى إنسان بأنه سوف يقوم بتعديل الحياة الى الافضل وعودة المياه الراكدة لمجراها الطبيعى ولكن تفاجئ بأن الامر لا يتغير بل اذا تغير فهو للأسوأ وعندما تركز قليلا فى الاحداث ترى ان الأمور لا تتغير فهى كماهى وفى نفس النقطة التى بدأناها.
قديما كانت أصحاب المناصب لا تصل الى هذا الكرسي الا بعد عذاب وشقاء وعناء وكان إختيارهم للحصول على هذا المكان لا يتم الا بعد إنجازات حققوها للوطن وللمؤسسة التى يعملون بها وعاشوا فترات صعبة مليئة بالاحداث وتعلموا الادارة على أيدى الحكماء أصحاب الخبرات الطويلة تعلموا كيف يعملون وكيف يطورون أماكنهم تعلموا كيف يخططون تخطيطا سليما للنهوض الى القمة تعلموا ماهى القناعة تعلموا إن إثبات الذات ليس فى تجميع الاموال والعقارات والاراضى إنما إثبات الذات هو كيف تنشأ مؤسسة كبيرة تفيد الوطن وتفيد الأجيال القادمة كانو آخر شيئ يفكرون فيه هو الكرسي الذين يجلسون عليه كانوا دائما يبحثون على راحة العاملين وحل مشاكلهم لأنهم 👈كانوا اصحاب عقيدة ونظرية قوية وناجحة الا وهى إراحة العاملين وتوفير احتياجاتهم وكل هذا كان يصب فى نجاح العمل ورفع المؤسسة👉 فكان النجاح فى الحياة العملية من نصيبهم بل يستحقون أيضا كل شهادات التقدير والاوسمة لأنهم صنعوا تاريخا جميلا لهم وأيضا أسما كبيرا يظل خالدا طوال الحياة.
ها هو ذاك الفرق بين الحياة الآن والحياة سابقا جيلا قديما وحكيما وبارزا وجيلا خالف كل التوقعات وخالف كل ما تعلمه من الأجيال السابقة فأصبحنا فى دائرة مغلقة وكئيبة يسيطر عليها أصحاب النفوذ بقراراتهم المضادة ضد مصلحة العاملين الذين يدهسون ما يقف فى طريقهم من أجل الحصول على مصالحهم الشخصية على حساب الوطن والمؤسسة والجميع.
صراعا كبيرا بين الحاضر وبين الماضى زمااان الماضى كان فى متناول الجميع أما الحاضر فهو يتناول بين أيادى واحدة فقط ألا وهى أصحاب هذه المناصب….
(فإذا تتبعنا كلمات السيدة أم كلثوم فى أغنية من أغانيها عندما لجأ اليها إنسان يشتكى من حاضره ويستنجد بالماضى فردت عليه وقالت عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان إرجع يازمان)
ذكرت هذه الكلمات بالفعل لانها فعلا أقرب كلمات ممكن أن يرد عليك فيها أى رمزا من الرموز القديمة الذى مازال على قيد الحياة عندما تقول له فين أيامك الجميلة ورئاستك الحكيمة العادلة التى فقداناها فى هذا العصر الغريب.