نشأت النادي
حقوق الإنسان في الإسلام
لم تكن الرسالة الإسلامية كغيرها من الرسائل السماوية مقتصرة على قوم أو عرق أو فئة من البشر، ولم يكن النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم مرسل لقوم أو فئة أو عرق من الناس دون غيرهم. بل إن الله قد جعل الدين كله في الإسلام قال تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام” وأرسل الرسول الكريم رحمة لكل الناس بشيرا ونذيرا. بل تعدى البشر وكان رسولا لغيرهم من المخلوقات كالجن مثلا، قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” والعالمين هنا تشمل الجن والإنس. ولقد جعل الله القراءن كتابا للاسلام وحفظه من التحريف والتضييع والعبث كما فعل بالكتب السماوية الأخرى، قال تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”. وقد شمل القرآن كل شيء من أحكام وعبادات ومعاملات وأنباء من قبلنا وخبر ما بعدنا،قال تعالى: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”. لذلك فالباحث في هذا الدين يعجب أشد العجب من هذا التناسق والتناغم والتكامل والمنعة.
لقد عني الإسلام بحقوق الإنسان أيما عناية وجعل الإنسان هو المخلوق الأول المكرم والمقوم عند الله، قال تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”، وقال: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” وهذا تكريم للإنسان على المطلق ليس له علاقة بدينه او عرقه أو لونه.
لقد اعتنى الإسلام بحقوق الإنسان أيا كان هذا الإنسان ولكل إنسان حقوق سواءا كان مسلما أو غير مسلم حتى الكائنات الأخرى من حيوان ونبات فقد خصها الإسلام بحقوق أوجب على الإنسان المسلم تأديتها.
أما في الإسلام فقد عني الإسلام بحقوق الإنسان المسلم حق العناية، قال صل الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه” وقال أيضا “المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا”. فالمسلمون متحابون متعاونون على البر والتقوى متآلفون ومتكافلون بأمر الإسلام في كتاب الله وسنة نبيه، وقد أصل الإسلام حقوق الأقارب في المواريث وحقوق الجار وحقوق المرأة المسلمة وحقوق الطفل تأصيلا لا لبس فيه وقد جاء مفصلا في الكتاب والسنة.
أما غير المسلمين فقد أوصانا النبي بهم خيرا طالما أننا نعيش سويا في سلام فقال صلى الله عليه وسلم ” ستفتحون بلدا يقال فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما” حتى في الحروب يوصي النبي أصحابه في الغزوات ألا يقتلوا طفلا أو شيخا أو امرأة أو عابد في صومعته ولا يقطعوا شجرا أو يهدموا حجرا ولعل وقوف النبي عند مرور جنازة اليهودي احتراما له أدل دليل على حقوق الانسان في الاسلام حتى وان كان ميتا، وقد ترك الإسلام لغير المسلم الحرية في اعتناق ما يشاء من الأديان واعتقاد ما يشاء، قال تعالى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”، وقال أيضا “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وبهذا فإن حق الإنسان غير المسلم كفله الإسلام حتى وإن لم يعتنقه هذا الإنسان.
أما عن حقوق غير الدواب والكائنات الأخري من غير بني الإنسان فقد كفلها الإسلام أيضا فالحيوان له من الرحمة والعناية نصيب في هذا الدين العظيم لذلك يخبرنا النبي في حديث الرجل الذي رأى كلبا يلهث من شدة العطش أنه حمد الله له بعد سقياه للكلب ويخبرنا صل الله عليه وسلم عن بغي من بني اسرائيل دخلت الجنة بعدما سقت كلبا، ويخبرنا أيضا عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاس الأرض ولقد كفل الأسلام حق الحياة حتى للنبات والشجر فقال صل الله عليه وسلم ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الدين عظيم ولن يشاده أحد إلا غلبه وليس كما يروج المتشددون من شتى بقاع الأرض أنه دين الإرهاب أو الكراهية أو العنف. والأمثلة على رحمته بالناس كثيرة ومتعددة لا يسع المقام لذكرها لكن لا يسعني أن أختم هذا المقال إلا بأية واحدة شاملة جامعة تدل على حض الله لعباده المسلمين أن يتبوأوا أفضل مكان ومكانة حين يقول سبحانه وتعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”. فهل نتعظ أيها المسلمون؟!.