المنيا : علاء سليمان
على بعد 2 كيلو متر جنوب مدينة المنيا، وبالتحديد بجانب الطريق الزراعي مصر – أسوان عند بداية قرية ماقوسة، يقع قصر عبد الرحمن الماقوسي الذي شهد اعتقال أحد من أبرز حكام مصر لمدة 9 أشهر تقريبًا، حيث قضى فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فترة اعتقاله به بأوامر من الإنجليز حين ذاك.
تاريخ بناء القصر
تأسس القصر في بدايات القرن العشرين على مساحة 4500 مترًا تقريبًا، وكان ملكًا لأحد الأعيان ويدعى عبد الرحمن سليمان الماقوسي، الذي ساءت حالته المادية في فترة من الفترات، فأجره للحكومة المصرية وقت الاحتلال الإنجليزي، والتي حولته إلى معتقل للسياسيين والأجانب.
تصميمه
يقول الدكتور رجب عبد السلام، مدير عام آثار مصر الوسطى الإسلامية والقبطية: القصر كان يمتاز بجمال تخطيطه، وطرازه المعماري الجميل، إذ كان يتكون من طابقين، وبه مرايا فرنسية وأخشاب فاخرة وشبابيك من الزجاج الملون وحمامات رائعة، ويطل على ضفاف ترعة الإبراهيمية.
أبرز من سجنوا به
وأوضح رجب : أن الرئيس السادات قضى فترة سجنه داخل هذا القصر، وبالتحديد منذ ديسمبر 1942 إلى سبتمبر 1943، أي 9 أشهر تقريبًا، بجانب عدد كبير من الضباط الذين تم فصلهم من الجيش، وبعض السياسيين في عهد الاحتلال.
مكتسبات السادات داخله
وأوضح مدير آثار مصر الوسطى الإسلامية والقبطية، أن أبرز الفوائد التي عادت على الرئيس السادات بهذا القصر هو استغلال تلك الفترة في تعلم اللغة الألمانية وإتقانها في 9 أشهر على يد صديقه حسن جعفر، الذي كان شقيقًا لأحد الجواسيس الألمان، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات أحب هذا القصر كثيرًا، وكان يرى أنه صاحب فضل عليه في تعلم لغة جديدة في حياته رغم أنه كان معتقلًا، لذلك زار الرئيس القصر بعدما تولى رئاسة الجمهورية، وأمر ببناء متحف مجاور له، لكن لم ينجح المشروع، وتحول المبنى إلى مقر للتفتيش الأثري لشمال المنيا.
نهاية القصر
رغم التاريخ الكبير للقصر إلَّا أنه تم هدمه عام 20111 في ظروف غامضة، ومازال مكانه خاليًا حتى الآن، ويطالب أهالي قرية ماقوسة من حين إلى آخر باستغلال قطعة الأرض في أي منشآت تعود بالنفع عليهم.