شخصية من كبار الأجاويد، له أياد بيضاء على العديد من المشروعات العملاقة للمحلة خاصة و مصر عامة. قائد و سياسي، و رغبته في التطوير و خدمة الناس، أدت إلى مشاركة مجتمعية من أحد رجال الأعمال من مدينة المحلة الكبرى لبناء تمثال له على ارتفاع 2.5 متر، بوزن 500 كيلو، مثبت على قاعدة من الرخام ارتفاع 3 متر، في وسط أشهر الميادين بالمحلة،و ذلك بعد مرور ما يقرب لقرن من توليه منصب عمدة المحلة، “محمد باشا الأعصر”، ترددت سيرته علي لسان أهالي المدينة خلال الفترة السابقة.
“الأعصر”، لم يعرفو الكثيرون رغم مساهمته في إقامة أول شركة وطنية تختص و تهتم بالصناعات النسيجية، و القطنية، “شركة الغزل و النسيج”، التي باتت تنتج أفضل نسيج قطني في العالم بلا منافس، و حاليًا مساحتها أكثر من 600 فدانا، كانت البداية بشراءه 32 فدانا من ماله الخاص ، و ذلك عندما سمع عن بحث طلعت حرب عن مكان لإقامة الشركة، لحثه علي عدم إقامة هذا الطابع المصري الخالص خارج المحلة، و كانت المحلة في هذا الوقت، من اضخم الأقاليم الزراعية في مصر، و تمتلك أفضل معدلات إنتاج للقطن، و المكان الوحيد على مستوى مصر يوجد به مدرسة خاصة “النسيج المصري”، لتعليم الطلاب على استخدام مكن النسيج الحديث الميكانيكي بدلا من اليدوي، و تم إنشاءها في عام 1927، و تم افتتاحها رسميًا عام 1931، بحضور واحدًا من الأصدقاء المقربين ل الأعصر، و ملك مصر و السودان في هذا الوقت “الملك فؤاد”.
كما كان ل “الأعصر” الفضل الكبير في تجديد الجسور و الكباري علي بحر الملاح الذي كان يقسم المدينة، و عمل جاهدًا علي توحيدها، و اصبح “شارع البحر”. الذي يقع في منتصف المحلة، و يعد من معالمها، و من أكبر شوارعها.
و في فترة منصبه، كان حاكم مصر دائم الزيارة للمحلة، نظرا لتولي الخديوي عباس حكم الغربية و المحلة، و كان يفضل الجلوس في استراحة الملك فؤاد عند زيارته. عمل نعمان باشا علي إقناعهم لشراء هذه الإستراحة، و حولها لنادي إجتماعي “نادي بلدية المحلة” حاليًا.
كما انشأ تاني فرع لبنك مصر على مستوى مصر بقصر المديرية. بالإضافة إلى انشاء أول طريق دائري للمحلة، و الذي حمل اسمه بعد ذلك، طوله 4 كم، و مازال موجود حتى الآن.
و نعمان باشا الأعصر، سياسي مصري، من مواليد آواخر القرن الثامن عشر، و أحد أقطاب حزب الأحرار الدستوريين، عمدة المحلة عام 1925، و كان مرشح القصر و الحكومة.