متابعة .. السيد حجاج
تحولت شركات التكنولوجيا إلى جواد رابح في سوق الاستثمار الدولي، فالكثير من الاستثمارات يتجه بقوة نحو تلك الشركات الواعدة التي باتت تمتلك قدرات كبيرة على تحقيق الأرباح، حيث تتربع شركات التكنولوجيا العملاقة على قمة الشركات الأكبر والأغلى في العالم.
وأظهرت دراسة اقتصادية حديثة صادرة عن المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية أن تلك الصناديق استثمرت في شركات التكنولوجيا غير المدرجة في 2018 بأكثر من أي عام مضى منذ 2015، مع انكماش أسواق الأسهم بسبب تراجع الطروح العامة الأولية وعمليات إعادة شراء الأسهم الضخمة.
وبحسب تقرير 2018 ، تضاعف التزام صناديق الثروة بالشركات التي مازالت في مراحلها المبكرة إلى مثليه مقارنة مع العام السابق، في حين زاد عدد الصفقات عند مرحلة تمويل التوسع بأكثر من 40%. ويعد الصندوق السيادي النرويجي، الأكبر من نوعه في العالم، وقد حقق الصندوق عائدا على الاستثمار بنسبة 9.1% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وبلغت القيمة الإجمالية للصندوق أكثر من تريليون دولار في نهاية مارس الماضي.
وبينما تتجه أنظار الصناديق السيادية نحو الاستثمار في شركات التكنولوجيا تتجه الأخيرة إلى تنويع مجالات عملها والبحث عن خدمات جماهيرية تستقطب أكبر قطاع من المستخدمين، وكانت تطبيقات الطعام، والمطاعم الافتراضية سوقا نشطة لتلك الشركات خلال الآونة الأخيرة، حيث تم ضخ استثمارات بلغت قيمتها أكثر من 20 مليار دولار في الشركات المتخصصة في نقل الطعام، مثل “ديليفرو” في أوروبا، و”سويجي” في الهند، و”دور داش” في الولايات المتحدة، وقال مايكل رونين، الشريك الإداري لشركة “سوفت بنك إنفستمنت أدفايزرز” اليابانية، حسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن “نجاح تطبيقات أوبر إيتس (Uber Eats)، ودور داش، وغيرها يشير إلى تحول جوهري نحو استهلاك الوجبات المعدة في المنزل”. وقالت: “فايننشال تايمز”: إن أصحاب رأس المال الاستثماري اتفقوا على الحل الأفضل، وهو توفير المطابخ التي تخدم عملاء خدمات التوصيل فقط، والتي تعرف أيضاً بأسماء المطابخ السحابية، أو مطابخ الأشباح، أو المطابخ الافتراضية، ويساعد هذا النوع من المطاعم على تخفيض النفقات وزيادة الإنتاج.
وبفضل تلك التطبيقات الحديثة توفر المطاعم مبالغ طائلة كانت تنفقها على شراء مواقع عقارية متميزة في الأحياء الراقية، إضافة إلى توفير تكلفة الديكورات والتجهيزات الإنشائية، أو امتلاك فريق مدرب من العاملين في تقديم الخدمات السياحية، فكل ما تحتاجه المطاعم الافتراضية الآن فريق مميز من الطهاة ومساعديهم، لتلبية طلبات مستخدمي التطبيقات الإلكترونية.