كتب د.حاتم نظمى
اصبت بصدمة شديدة وحزن اشد عندما عرفت بخبر وفاة الدكتور احمد زويل .وبعدها قولت ان لله وانا اليه راجعون وذلك قضاء الله المحتوم وكلنا الى زوال.وبعد ذلك افزعنى حديث الكثيرين عن دكتور زويل وتقييمه والاختلاف على شخصه ووطنيته وماذا فعل وماذا قدم لمصر.وذلك امر يثير الحزن والعجب كيف لاشخاص من العوام او حتى المتعلمين يقيمون شخص بقيمة وقامة زويل العالم الجليل الذى وقف له العالم باسره احتراما وتقديرا من رؤساء دول وملوك وامراء باكبر واكثر الدول تقدما باوربا وامريكا.واحب ان اوضح للقارىء الكريم ببساطة ماقدمه الدكتور زويل للعلم .فكلنا نعرف ان اصغر وحدة لقياس الزمن هى الثانية اما الذى لايعرفه الكثيرون ان هناك وحدة المللى ثانية وهى واحد على الف من الثانية والميكروثانية وهى واحد على مليون من الثانية والنانو ثانية وهى واحد على الف مليون من الثانية والفيمتو ثانية وهى واحد على مليون من مليار من الثانية.ومافعله زويل ليس اختراع الفيمتو ثانية لانه زمن موجود وانما اخترع الجهاز الذى باستخدام الليزر يرصد حركة جزيئات بسرعة الفيمتو ثانية مما قدم للعلماء فتحا ضخما مكنهم من تسجيل حركة الجزيئات فى الجسم لكشف اسرار امراض مازال البحث يجرى للتوصل الى علاج لها ومنها السرطان .وتم استخدام الكشف فى مجالات اخرى متعددة.وحصل زويل على جائزة نوبل واصبح اسما معروفا للجميع وبكل العالم والباحثين والعلماء وتم اختياره مستشارا علميا لرئيس الولايات المتحدة الامريكية اكبر دولة بالعالم تقدما فى العلم والابحاث ومستشارا لامين عام الامم المتحدة وذلك تقديرا لدوره وللاستفادة من علمه وخبرته وكان يعمل باكبر الجامعات البحثية على مستوى العالم.ومع كل ذلك التقدير والتكريم والشهرة لم يتنكر الدكتور زويل لوطنه وبلده مصر ابدا مع انه لم ياخذ فرصته فيها ولم يتمكن من تحقيق احلامه بها ومع ذلك كان يحبها ويذكرها بالخير وقال عن المصريين اننا لسنا اغبياء وان الفرق بيننا وبين العلماء فى الغرب انهم يدعمون الفاشل حتى ينجح.وكان يضع اسم مصر على لوحات سيارته وكان دائم الزيارة لمصر وكان يعشق النيل ويحب ام كلثوم وعبدالحليم.ويضع صور اوباما وبان كى مون والسيسى كمستشار لهم جميعا ولا يجد اى فرصة او حديث الا ويشيد بمصر وذلك الكلام للمشككين فى وطنية زويل.وكان هم زويل وشغله الشاغل عمل شىء لمصر والنهوض بها وعمل طفرة تعليمية وبحثية شاملة ولم يكن له اى مطمع اورغبة باى شىء منصب او خلافه ومشروعه وفكرته هو انشاء مدينة علمية متكاملة للابحاث والعلوم وليست جامعة فقط وياخذ فيها الطلاب المتفوقون علميا فقط دون تمييز بينهم غنى او فقير لان التعليم مجانى تماما دون اى مصروفات شرطه الوحيد التفوق والنبوغ بالثانوية العامة وذلك لانه يؤمن بالتعليم المجانى واعطاء الفرصة والمساواة بين الحميع دون تمييز .وهذا المشروع لم يتم استكماله وواجه معوقات كثيرة وبيروقراطية شديدة والى الان لم يتم استكمال المدينة لانها تحتاج الى اربعة مليارات جنيه .المرحلة الاولى تحتاج الى مليار واربعمائة مليون ولم يستطيع الدكتور زويل سوى جمع 300 مليون جنيه من التبرعات قبل وفاته وهو مبلغ هزيل لا يفعل شيئا.ووصيته قبل موته هى دفنه بمصر وذلك لحبه الشديد لبلده وايضا اوصى باستكمال مشروعه ومدينته العلمية.وهى مدينة تثير الفخر لكل وطنى يحب بلده لانها بها نوعية تعليم متطور ومعامل للابحاث تضاهى احدث المعامل البحثية بالعالم لذلك ادعو الجميع للتكاتف لاتمام هذه المدينة وتحقيق حلم النهضة العلمية الشاملة لانه لاتقدم بدون علم ولاتنهض امة بدون العلم وادعو الحكومة لدعم هذا المشروع القومى ورجال الاعمال الشرفاء والقادرين من المواطنيين العاديين .رحم الله الدكتور زويل وغفر له جزاء ماقدمه للبشرية والعالم باجمعه واتمنى ان ارى مئات والاف مثل زويل بمصر والوطن العربى.