ما الأسباب التي تجعلْ الإنسان يُفكّر تفكيرا سلبيا؟ بلا شَكْ بأنّ السّلبية في التفكير لا تأتي من فراغ، فلابُدّ وأنْ يكون لها سبب من هذه الأسباب: هُموم الحياة ومصاعبُها تُؤدي للتفكير بسلبيّة تِجاه الأمور. الفشل من أهم الأسباب التي تدفع بالإنسان لأنْ يُفكّر سلباً هو فشلًه في جانب من جوانِب حياتِه، كفشلِه مثلا في عِلمِه، أو في موضوع زواج، أو في حلْ مُشكِلة. كُثرة الانتقادات والسُخريّة والتهكُم التي تُوجَه للشخص، خاصّة بالنْقد لمُجرد النُقد فقط، دون مُراعاة بأنّ هذا النقد قد يُؤثّر على الشّخص المُوجَه له وتجعلُه إنسانا سلبياً من الدّرجة الأولى. قلّة الثّقة بالنفس وضعف الشخصيّة، فقد يكون عُرضَة للتفكير سلبا خاصة مع شعوره بالعجْز على حلْ مُشكلاتِه، فهو لا يثِق بكل ما يُفكِر فيه بسبب اضطرابات نفسيّة تُفقدُه الثّقة تماما بنفسه بالتالي لا يُحسن التفكير. العُزْلّة والانطوائية من الأسباب التي لا تُؤثر على التفكير فحسب بلْ على حياة الإنسان كُلها. أيضا قد يكون للأسرة دور خاص إذا ميّزَت بين أفرادها وفضّلت أحد على آخر، فتجعل الفرد يُفكّر “لماذا يُفضّلون أخي عنّي؟ هل لأنّني عاجز مثلا عن فعل ما يفعله؟!، أم لأنّه مُتفوقّا عليّ دراسيا أم ماذا؟”
فهذا كُله بالنّهاية لا يُجدي نفعا معه سوى زيادة الحِقد والبُغضْ، وعقْد المُقارنَة بين فرد من الأسرة مع آخر من أسرة أخرى كل هذا يستدّعي التفكير سلبا. مُصاحبَة المُتشائمون وأصحاب الأفكار السّلبية فالصّديق يُؤثر على صديقه بشكل كبير جداً سواء إيجاباً أو سلباً. وقت الفراغ إنْ لم يستغلُه الإنسان استغلالا جيداً ومُثمِراً فهو يجعله دائم التفكير بلا فائدة، فالفراغ أصبح يُطلق عليه آفةُ العصر لما يترتّب عليه سلبيات تفوق إيجابياته بكثير. الاضطرابات النفسيّة التي تُصيب الإنسان كالخوف والاكتئاب والتردُد كُلها تُؤثّر على عملية التفكير، وهنا يُمكن أنْ يكون التفكير سلباً مًرتبط بهذه المًسبّبات أي أنه يزول بِزوالِها. كيف يُمكن التخلُص من التفكير السُلبي لكل داء دواء ولكل مُشكلة حل، فلا تقلق عزيزي القارئ ما إذا كنت تُعاني من التفكير الزّائد والسّلبي، فقد يمُر على كل إنسان في مرحلة مُعينّة اضطرابا نفسيا يُؤثر على تفكيره، فلا يُوجد إنسان على وجه المعمورة لم يتعرّض لمثل هذه الحالة، ولكن يجب التعامُل معها بسرعة، وعدم التهاونْ في حلّها، ومُحاولة ضبط السيطَرة على تفكيرنا بحيثُ لا يُسيطر علينا بل نُسيطِر عليه. إليك عزيزي القارئ بعض الإرشادات للتخلُص من التفكير السلبي: تعزيز الثّقة بالله والثّقة بالنفس. اعقِد نيّة في قلبك على التخلُص من كُل الأفكار السلبية، فإذا أحسنتَ النّية أحسنتَ كل شيء. ترديد العِبارات التي من شأنِها أن تُحفزّك على التفكير الإيجابي، وأنّك قادر على حل مُشكلاتِك وكل أمورِك المُستعصيّة. الهدوء والتأنّي في حل المُشكلات، فكلما كنتَ هادِئا كلما كانت نفسيتُك أكثر اتّزانا واستقرارا من جميع النواحي الذّهنية، النفسيّة، والعاطفية. مُصاحبة الأشخاص ذو النظرة الإيجابية للحياة فهُم الأقدر على التأثير عليك فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم” المرءُ على دين خليلِه فلينظُر أحدكم من يُخَالِل” البُعد عن كل ما هو مُحبِط من أفكار وتصّورات، وحاوِل تحديدها لمُحاولة التخلُص منها. إشغال وقت الفراغ بمُمارسة الرياضة فهي تُساعدك على التخلُص من الطّاقة السّلبية، أو بالمُطالعة والقراءة. إياكّ عزيزي القارئ منْ أنْ تُركّز على نقاط ضعفك أو الاستسلام للأوهام التى قد تدفعُك للتفكير السلبي. إياكَ أنْ تنساق لانفعالاتك، من الطبيعي في حياة الإنسان هو تعدُد الانفعالات فحاول التركيز على الإيجابي منها. إياكَ أنْ تُرخي نفسك لانفعالات غيرِك، حاول قدْر الإمكان أنْ لا تُؤثّر عليك. حاول أنْ لا تفقد سيطرتك على المواقف التي تخُصُك، ولا تُؤجّل حل مُشكلتِك لوقت لاحق. التركيز على الجوانب الإيجابية والمُشرِقة في جميع الأمور، كنْ مثالا للإيجابية في تفكيرك. حافِظ على أناقتِك، فالمظهر الخارجي ينعكِس على صاحبه. لا بأس بأنْ تقوم برحلة أو سفر للتخلُص من الروتين، حاول تغيير نِظام حياتك من فترة لأخرى حتى تبتعِد عن الملل