كتب احمد ابراهيم
منذ سنوات طويلة .. دخل عميل ذو حيثية للبنك الذي كنت أعمل به، ليشتري شهادات ادخار بمبلغ مليون جم .. وأعطى المبلغ للموظف .. والموظف أعطى المبلغ لأحد العمال المهرة الذي كان يقوم وراءه وأمام العملاء، بعد النقود على الماكينة لازدحام البنك .. وقام العامل بعد النقود، وأبلغ العميل أن مبلغ المليون جم ينقص باكو بعشرة الاف جم .. فهاج العميل وقال للعامل انك سرقت ال ١٠ الاف جم .. وسمع مدير البنك صوت هياج العميل، فحضر مسرعاً ليهدئ من العميل، ويتعرف على المشكلة لحلها .. وبعد أن حكى العميل عن سبب هياجه وصوته المرتفع، وقال أنه يتهم العامل بسرقة ال ١٠ الاف جم، وانه خبئها في ملابسه .. فسأله المدير: هل العامل تحرك من أمامك .. فقال له العميل: لا .. فطلب المدير أن يقوم العميل بتفتيش العامل ليخرج منه ال ١٠ الاف جم الذي يقول أمام العشرات من العملاء في صالة البنك المزدحمة، أنه خبئها في ملابسه (علماً بأن المدير وكل الزملاء يعلمون أن هذا العامل أمين جداً، وليس عليه أدنى شك ويستحيل أن يقوم بهذا الفعل المشين، ولأمانة العمل يسمح له بمساعدة الموظفين في الخزينة عند الأزدحام الشديد) .. فقام العميل ببجاحة بتفتيش العامل أمام العملاء تفتيش دقيق، فلم يجد شئ في ملابس العامل .. فظهر على العميل الخجل وأعتذر للمدير، وقال: يجوز أنه صرف هذا المبلغ بدون أن يتذكر .. وهم بأن يخرج من شنطته مبلغ عشرة الاف جم ليستكمل المليون جم ليشتري الشهادات المطلوبه .. فطلب المدير المليون جم الا عشرة الاف جم من الموظف .. فقام الموظف بوضع المبلغ على الكاونتر أمام المدير والعميل .. فقال المدير للعميل: كده فلوسك أطمنت أنها مضبوطه .. فقال له العميل: نعم مضبوطه .. فقال له المدير: أتفضل خدها وأطلع بره، طالما العميل مش بيثق في موظفين البنك، فنحن لا يشرفنا أن نتعامل مع العملاء الذين لا يثقون في موظفينا .. أتفضل خد فلوسك وأطلع بره .. فأخذ العميل نقوده في شنطته، وخرج مطروداً أمام الموظفين وعملاء البنك ..
– نحن تعلمنا من أساتذتنا الكثير من فن الادارة .. وتعلمنا منهم أن المدير أو صاحب العمل من وظيفته الرئيسية أن يحمي كرامة موظفيه وعماله، وأن يشعرهم أنه ومؤسستهم من وراءهم تحميهم وتحمي كرامتهم، وتوفر لهم كل الظروف والأمكانيات المناسبة لأداء أعمالهم على أكمل وجه ممكن .. فالمدير الذي لا يهتم بموظفيه ولا كرامتهم ليس مدير ناجح.