فى تراثنا الشعبى.. الكلمة لها أصل، والحدوتة لها أصل، والمثل له أصل، وأدق التفاصيل فى حياتنا الإجتماعية لها اصول.. مفيش فى عاداتنا وأقوالنا نبت شيطانى، أو إرتجال بدون جذور.. ناخد مثلا الوشم فى الريف.. لكل وشم بلد وحدوته الخاصة، وكل وشم ماركة مسجلة..
مقياس جمال المرأة فى أسيوط كان طول الوجه، وده سبب أدعى أن بنت أسيوط كانت بترسم 3 خطوط تحت الشفايف ويطول الدقن، وكل ما زادت الخطوط طول زاد الحسن والجمال، والفرق بين “بنت بنوت”، والمتزوجة نقطة تحت كل خط من التلاتة.. لتمييز المتزوجة.
ومن الدقن للشفايف بتتنقل الـ 3 خطوط. للفت الإنتباة إن السيدة من بنى سويف.
قرص الشمس المشرق على الدقن رمز للحياة والحيوية والنضارة والجمال لسيدات المنيا، وقرص الشمس معبود مصرى قديم، وواضح تأثر المنيا بالقدماء المصريين.
الفيوم كانت من البلدان المتأثرة بالحكى الشعبى، وحواديت الرواة، والأبطال الشعبيين أمثال أبو زيد الهلالى، وكان إختيار السيدات لوشم الهلال “نسبة إلى الهلالى”.. دليل على الأصالة والبطولة وجمال الطبع.
أما الهوارة فى سوهاج كانوا الأبسط فى الإختيار والتمييز.. 3 نقاط على الدقن إشارة إلى الطهر والعراقة والجمال.
إختلفت وشوم السيدات من بلد للتانية، وتنوعت الأشكال والرموز والدلالات، وتميزت بنت البلد عن البلد المجاورة.. لكن الوشوم إتحدت عند الرجل فى طول الصعيد بوشم واحد “الأسد” على الصدر أو الكتف أو ضهر الكف، وأسد هو الإسم الأصلى لشيخ قنا الأشهر عبد الرحيم القناوى.