كلمة النادرة (جمع: نوادر) أو السالفة أو الحكاية وهي الأشياء التي يقل وجودها أو حدوثها، فالنوادر من المعادن هي نفائسها، وكذلك النوادر من الأحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا،
وبذلك أطلق على الأحداث الغريبة الوقوع والممتعة نوادر. كذلك سميت نوادر أبو نواس ونوادر الجاحظ ونوادر جحا وغير ذلك
* من نوادر الشاعرالمتنبي في أيامه:
” دخل الشاعر المتنبي يوماً على سيف الدّولة الحمداني في مجلسه وهو مضطجع متمدّد. فأنشأ ينشد: “لكلّ امرئ من دهره ماتعودا “
ففزع سيف الدّولة واعتدل في مجلسه فجأة ثمّ خاطب المتنبي قائلاً: أعد ماقلت.
فقال أبو الطّيب: “لكلّ امرئ من دهره ماتعوّدا” “وعادة سيف الدّولة الطّعن في العدا ” فاستحسن الحمداني ذلك. وبعد خروج المتنبي سأله جلساؤه : لم اعتدلت في جلستك فجأة ولم تدعه يكمل البيت؟!؟!؟ فرد ّعليهم ضاحكاً بقوله: خشيت أن يغلبه شيطان شعره وارتجاليته المعهودة إذ رآني على ذلك الحال في تمددي واضطجاعي فينشد قائلاً: “
لكل امرئ من دهره ماتعوّدا وعادة هذا الوغد أن يتمدّدا .
* وفى أخرى أراد رجل إحراج المتبني فقال له : رأيتك من بعيد فظننتك امرأة أجابه المتبني بهدوء :
وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلا
*أبو نواس والخليفة المأمون :
ألقى الخليفةُ المأمون قصيدةً في مجلسِه، ثم سأل أبا نواس عن رأيه؟! فقال: لا أشمُّ بها أيَّ رائحةٍ للبلاغة! فأمر بحبسِه شهراً في حظيرةِ حمير.. بعد شهر، خرج وعاد لحضورِ المجلس، وبدأ المأمون بإلقاءِ قصيدةٍ أخرى.. فقام أبو نواس في منتصفِها ليخرج.. سأله المأمون: إلى أين؟
فقال: إلى الحظيرة ياسيدي
* فطنة امرأة :
ممّا وردَ في ذكاء بعض نساء العرب قديمًا أن امرأةً أراد زوجها أن يسافر سفرًا طويلًا لبلد بعيد؛ وبينما هي تودعه نظر إلى خاتمٍ من الذهب في يدها، وقال لها: أعطني خاتمَك لأذكركِ به فقالت له الزوجة: “هذا خاتمٌ من ذهب، ومن أخذ الذهب ذهب”. ثم أخذت عود خشبٍ صغير من الأرض وقالت له: خذ اذكرني بهذا العُود إلى أن تعود.
من طرائف النحاة قديمًا:
كان أحد النحاة يتمشى مع صديقه على نهر دجلة فلمح فتاة تنظر من نافذة بيت فقال :
انظر إلى هذه الدعجاء الفيحاء السويحاء الوركاء الناهد الهرطل البنجويش السوتحيش الكاعب الراتب الريفون تطل من طويقتها الهرطاقة الرطاقة وكأنها قمر .
فقال صديقه : ما معنى قمر ؟
* أبو العلاء والصبى
يحكى أن الشاعر أبا العلاء المعري قال في لحظة غرور : ” وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فاستوقفه صبيٌ وقال له : إن الأقدمين جاؤوا بثمانية وعشرين حرفًا فزدها حرفاً واحداً، فذُهل المعري ولم يستطع الإجابة