بقلم الدكتور/ علي عبدالظاهر الضيف
هدد كولومبس الهنود الحمر أنه سيسرق منهم القمر إذا لم يمنحوه الطعام و التموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة .. !
لم يصدق الهنود الحمر حينها أن هذا القرصان العظيم قادر على تنفيذ تهديده !
كان الفلكيون الذين رافقوا كولمبس قد أعلموه ان خسوفا كاملا سيحدث بعد أيام .
ولما غاب القمر بالفعل جاء الهنود المساكين يتوسلون إلى كولمبس لإعادته إليهم بعد أن تعهدوا بتنفيذ جميع اوامره حرفيا !
في الليلة التالية عاد القمر مكتملا , لقد أعاده كولمبس لهم بكل تواضع (!)
من تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة..!
أرأيتم :
التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل، عليك أن تُغلف كل باطل بغلاف ديني.
هناك ياباني عاش بين العرب سنين طويلة اسمه نوبوأكي نوتوهارا حين غادرنا ألف كتابا اسمه
“العرب وجهة نظر يابانية”
كتب فيه عن العرب :
-الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنهم متدينون جدا ، وفاسدون جدا !
-الحكومة لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم.
-توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع.
-نحن نضيف حقائق جديدة، ويكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد.
-المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم.
-حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم!
-أستغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي!
-مفهوم الشرف والعار يسيطر على مفهوم الثقة في مجالات واسعة من الحياة العربية.
-العرب مورست عليهم العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم يمارسونها ضد بعضهم البعض.
في الحقيقة قد لخص هذا الياباني كم الكارثة السلوكية والفكرية التي تعانيها أمتنا والتي تتلخص في كلمتين : أزمة وعي
لهذا نخلص الى الدرس السابع:
٧- لا تصدقوا المرجفين
الدرس الثامن
“عنزة ولو طارت ” !
تدور أحداث المثَل (عنزة ولو طارت) ، في إحدى بلداننا العربية قديماً ، حيث يروى أنه في أحدى الأيام ، خرج رجلان معاً للصيد ، فشاهدا سواداً من بعيد ، فقال أحدهما للآخر :
إن هذا السواد البعيد غراب ، وقال صديقه الثاني : لا .. إنها عنزة .
وأصر كل منهما على رأيه بشكل شديد .
فقاما بالتحرك في اتجاه هذا الشيء الأسود ، حتى اقتربا جداً منه ، فإذا بهذا الشيء الأسود غراب وقام بالطيران خوفاً منهما ، وعند طيرانه أفزعهما أيضًا ، فولى كلاهما هاربين ، وأثناء جريهما بعيداً ، قال الرجل الأول لصديقه : أرأيت ، ألم أقل لك من البداية ان هذا الشيء الأسود الذي رأيناه غراب ؟
فرد عليه الآخر بإصرار وقال :
عنزة ولو طارت !
وقد صارت جملته الأخيرة ، مثَلا يتوارثته الأجيال . ويضرب للحمقى الذين يتشبثون برأيهم المخطئ ، ولا يتراجعون عنه أبداً ، حتى إذا ظهر دليل قاطع على خطأ ما يعتقدون .
لهذا ننصح دائما :
اكتب مبادئك بقلم جاف حيث الرسوخ والثبات والوضوح واكتب آراءك بقلم رصاص حيث التعديل والتصحيح والمراجعة، واحترم ممحاة الرأي الآخر واعلم أن أسوأ ما يمكن أن تفعله هو أن تعكس هذه المعادلة :
فتكون مبادئك رخوة هشة وتكون آراؤك صلبة ثابتة .
ومنه نخلص الى الدرس الثامن :
٨- اكتب مبادئك بقلم جاف وآراءك بقلم رصاص!
الدرس التاسع
يقولون إن ملكا خرج يتفقد أنحاء مملكته فمر على قرية و وجد أهلها يشربون من الترعة مباشرة .. فقال للحاشية :
ابحثوا عن حل لمنعهم من هذه العادة الضارة
و لو حتى (زير) يشربون منه .. و مضى ليكمل باقي جولته ..
كبير الوزراء بسرعة أمر بشراء الزير و وضعه على شاطئ الترعة ليشرب منه الناس .. وبعدما وصل الزير جاء موظف وقال :
ولكن بهذا سيكون الزير أموالا عامة و عهدة حكومية .. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته .. وكذلك لابد من سقا ليملأه كل يوم ..
وبالطبع لايكفي خفير واحد ولا سقا واحد للعمل ليل نهار طوال الأسبوع .. فتم تعيين 6 خفراء وستة سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير .. ثم نهض موظف آخر و قال :
هذا الزير يحتاج حمالة وغطاء و(كوز) .. فلابد من تعيين فنيين صيانة لعمل الحمالة والغطا والكوز .. و هنا بادر موظف خبير متعمق فقال :
طيب و من سيقوم بعمل كشوف المرتبات لكل هؤلاء العاملين ؟؟ .. لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال مرتباتهم .. ثم جاء بعده من يقول :
طيب ومن يضمن أن هؤلاء المكلفين سيعملون بانتظام ؟؟ .. لابد من أحد يتابعهم ويشرف على الخفر والسقايين والفنيين .. فتم إنشاء إدارة لشئون العاملين و عمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين .. ثم أضاف موظف كبير آخر : طيب لو حدث أي تجاوزات او منازعات بين العمال وبعضهم من الذي سييفصل فيها ؟؟ ..
لذلك أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شئون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين ..
وبعدما تم عمل كل هذه الإدارات .. جاء موظف موقر فقال :
و من يرأس كل هؤلاء الموظفين؟؟ .. الأمر يتطلب ندب موظف كبير ليدير العمل ..
وبعد مرور سنة .. كان الملك يمر كالعادة متفقدا أرجاء مملكته .. فوجد مبنى فخماً وشاهقاً مضاء بأنوار كثيرة وتعلوه لافتة كبيرة مكتوب عليها :
الإدارة العامة لشئون الزير ..
و وجد في المبنى غرفاً وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة .. كما وجد رجلا مهيبا أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول : الأستاذ مدير عام شئون الزير .. !
فتساءل الملك مندهشا عن سر هذا المبنى و هذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل .. ؟فأجابته الحاشية الملكية : بأن كل هذا للعناية بشئون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي ..
المفاجأة الكبرى أن الملك حين ذهب يبحث عن الزير نفسه وجده فارغا ومكسور ا و بجانبه خفير و سقا نائمين وصوت شخيرهم ملء الآذان و بجانبهم لافتة مكتوب عليها :
” تبرعوا لإصلاح الزير ..مع تحيات الادارة العامة لشئون الزير ” ..
(هذه قصة استوحيتها من مسرحية لحسين مؤنس اسمها إدارة عموم الزير ).
أرأيتم كيف تهدر الأموال في مجتمعاتنا غير الواعية بل نحن نتفنن في تضييع الوقت والجهد والمال ثم نتساءل لماذا نتراجع إلى أدنى المستويات في الإنتاج والموارد والدخل؟
الحقيقة إنها .. أزمة الوعي !
ومنه نخلص الى الدرس التاسع:
٩- لا تهدروا مواردكم.
“العرب وجهة نظر يابانية”
كتب فيه عن العرب :
-الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنهم متدينون جدا ، وفاسدون جدا !
-الحكومة لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم.
-توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع.
-نحن نضيف حقائق جديدة، ويكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد.
-المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم.
-حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم!
-أستغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي!
-مفهوم الشرف والعار يسيطر على مفهوم الثقة في مجالات واسعة من الحياة العربية.
-العرب مورست عليهم العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم يمارسونها ضد بعضهم البعض.
لهذا نخلص الى الدرس السابع:
٧- لا تصدقوا المرجفين
تدور أحداث المثَل (عنزة ولو طارت) ، في إحدى بلداننا العربية قديماً ، حيث يروى أنه في أحدى الأيام ، خرج رجلان معاً للصيد ، فشاهدا سواداً من بعيد ، فقال أحدهما للآخر :
إن هذا السواد البعيد غراب ، وقال صديقه الثاني : لا .. إنها عنزة .
وأصر كل منهما على رأيه بشكل شديد .
فرد عليه الآخر بإصرار وقال :
عنزة ولو طارت !
وقد صارت جملته الأخيرة ، مثَلا يتوارثته الأجيال . ويضرب للحمقى الذين يتشبثون برأيهم المخطئ ، ولا يتراجعون عنه أبداً ، حتى إذا ظهر دليل قاطع على خطأ ما يعتقدون .
اكتب مبادئك بقلم جاف حيث الرسوخ والثبات والوضوح واكتب آراءك بقلم رصاص حيث التعديل والتصحيح والمراجعة، واحترم ممحاة الرأي الآخر واعلم أن أسوأ ما يمكن أن تفعله هو أن تعكس هذه المعادلة :
فتكون مبادئك رخوة هشة وتكون آراؤك صلبة ثابتة .
ومنه نخلص الى الدرس الثامن :
٨- اكتب مبادئك بقلم جاف وآراءك بقلم رصاص!
ابحثوا عن حل لمنعهم من هذه العادة الضارة
و لو حتى (زير) يشربون منه .. و مضى ليكمل باقي جولته ..
كبير الوزراء بسرعة أمر بشراء الزير و وضعه على شاطئ الترعة ليشرب منه الناس .. وبعدما وصل الزير جاء موظف وقال :
ولكن بهذا سيكون الزير أموالا عامة و عهدة حكومية .. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته .. وكذلك لابد من سقا ليملأه كل يوم ..
وبالطبع لايكفي خفير واحد ولا سقا واحد للعمل ليل نهار طوال الأسبوع .. فتم تعيين 6 خفراء وستة سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير .. ثم نهض موظف آخر و قال :
هذا الزير يحتاج حمالة وغطاء و(كوز) .. فلابد من تعيين فنيين صيانة لعمل الحمالة والغطا والكوز .. و هنا بادر موظف خبير متعمق فقال :
طيب و من سيقوم بعمل كشوف المرتبات لكل هؤلاء العاملين ؟؟ .. لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال مرتباتهم .. ثم جاء بعده من يقول :
طيب ومن يضمن أن هؤلاء المكلفين سيعملون بانتظام ؟؟ .. لابد من أحد يتابعهم ويشرف على الخفر والسقايين والفنيين .. فتم إنشاء إدارة لشئون العاملين و عمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين .. ثم أضاف موظف كبير آخر : طيب لو حدث أي تجاوزات او منازعات بين العمال وبعضهم من الذي سييفصل فيها ؟؟ ..
لذلك أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شئون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين ..
وبعدما تم عمل كل هذه الإدارات .. جاء موظف موقر فقال :
و من يرأس كل هؤلاء الموظفين؟؟ .. الأمر يتطلب ندب موظف كبير ليدير العمل ..
وبعد مرور سنة .. كان الملك يمر كالعادة متفقدا أرجاء مملكته .. فوجد مبنى فخماً وشاهقاً مضاء بأنوار كثيرة وتعلوه لافتة كبيرة مكتوب عليها :
الإدارة العامة لشئون الزير ..
و وجد في المبنى غرفاً وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة .. كما وجد رجلا مهيبا أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول : الأستاذ مدير عام شئون الزير .. !
فتساءل الملك مندهشا عن سر هذا المبنى و هذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل .. ؟فأجابته الحاشية الملكية : بأن كل هذا للعناية بشئون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي ..
المفاجأة الكبرى أن الملك حين ذهب يبحث عن الزير نفسه وجده فارغا ومكسور ا و بجانبه خفير و سقا نائمين وصوت شخيرهم ملء الآذان و بجانبهم لافتة مكتوب عليها :
” تبرعوا لإصلاح الزير ..مع تحيات الادارة العامة لشئون الزير ” ..
(هذه قصة استوحيتها من مسرحية لحسين مؤنس اسمها إدارة عموم الزير ).
أرأيتم كيف تهدر الأموال في مجتمعاتنا غير الواعية بل نحن نتفنن في تضييع الوقت والجهد والمال ثم نتساءل لماذا نتراجع إلى أدنى المستويات في الإنتاج والموارد والدخل؟
الحقيقة إنها .. أزمة الوعي !
ومنه نخلص الى الدرس التاسع:
٩- لا تهدروا مواردكم.