بقلم الكاتب التراثى . أيمن عثمان
صراع القوى والذكى.. الفارع والرفيع.. المفكر والمتهور.. القط والفأر.. توم وجيرى.. كارتون تليفزيونى إبتكره وليم حنا وجوزيف باربيرا عام 1937، وكلنا من صغرنا إتفرجنا على حلقات توم وجيرى، وكنا بنفرح بإنتصار الخير على الشر.. المدهش إن المصريين القدماء سبقوا وليم وجوزيف فى إبتكارالحكاية والصراع من خلال حكى شعبى سجلوه فى برديات عام 1300 ق.م طبقا لتوثيق الدكتور عبد الحليم نور الدين استاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الاثار جامعة القاهرة.
البرديات سجلت قصص للأطفال فيها الحكمة والتشويق بإستخدام رسومات القط والفأر، ورغم إن “القط” مقدس رسميا عند الحكام فى العصر الفرعونى “القط العظيم فى كتاب الموتى يحمى الناس ويمزق الأفعى الشريرة أسفل جذع الشجرة” إلا إن الحكى الشعبى كان بينتصر للفأر البسيط على قدسية القط عند الحكام، ومن أهم حكاياتهم “تصبح القطة عبدة لدي مدام فأرة”، و”جيش الفئران يهاجم قلعة القطط”..
توم وجيرى ماكنتش الحكاية الوحيدة المقتبسة من الأدب المصرى القديم، ولو رجعنا للأدب المصرى هنلاقى إن قصة “على بابا” مقتبسة من القصة الفرعونية “تحوتى” أحد قواد تحتمس الثالث “تحوتى كان عايز يستولى على مدينة يافا، فوضع جنوده فى زلع على ظهر حمير ودخل المدينة”، وروبنسن كروزو ورحلات سندباد مقتبسين من القصة الفرعونية “البحار الغريق”.
فى العصر الحديث ورغم ريادة مصر القديمة فى أدب قصص الأطفال.. أعاد الكاتب الفرنسى “شارل بيرو” الإهتمام للنوع ده من الفنون من خلال كتابه “حكايات ماما وزة” عام 1697، وفيها ظهرت لأول مرة حكاية سندريلا، وبعدها بحوالى 200 سنة، وتحديدا عام 1870 أصدر محمد عثمان جلال كتابه “العيون اليواقظ فى الأمثال والمواعظ”، المترجم من كتاب لـ لافونتين الفرنسى، وعرضه على والى مصر عباس حلمى الأول، واللى بدوره رفض الكتاب ورماه ف وشه، وف عام 1894وبعد وفاة محمد عثمان جلال بـ 4 سنوات قررته نظارة المعارف العمومية على طلبة الإبتدائية، وكانت بداية جديدة لأدب الأطفال فى مصر.