على هامش الهجرة (عهد جديد ووعد محقق):
بقلم /مجدي بكر أبو عيطا:
إن المحن مهما عظمت وأدلهمت بالخطوب قد تكون مؤشر كبير على قدوم منح عظيمة وإن ما تعرض له النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم من محن كثيرة فى مكة المكرمة والتى كانت مهد الدين الحنيف ونزو ل الرسالة إلا أن ماقاساه النبي من أهله وصناديد قريش جعله يلجأ إلى أرض جديدة لعله يجد نصرة لهذا الدين وقد توالت عليه وعلى صحبه الكرام سلسلة من العذاب والعنف الشديد الذي جعله يلجأ إلى الهجرة النبوية ويلق نصرة عظيمة من الله ليتبدل بالمدينة الجديدة الحال غير الحال ويلقى الدين الجديد فى المدينة الجديدة فى العهد نصرة وتأييد وتوسعة رقعة ومساحة الدولة الإسلامية بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام وتبدأ عهدها الجديد بوضع أسس ومقومات حياة جديدة لرفعة الدين والرقى بالإنسان المسلم من بناء شخصيته وتحقيق توازنه وتكيفه مع مجتمعه الجديد ونشر السلام والمواثيق مع الجيران بل تحقيق نموذج أرقى يجد من خلاله كل مسلم فخر بما وضع النبي الكريم من منظومة القيم وضبط سلوك المسلم ووضع معايير لانطلاق الحية نحو حياة أفضل يفوز بها بالدارين
واستطاع النبي الكريم إرساء تلك الدعائم والمقومات لحياة أكثر استقرار ونماء وتطورا ورغم ذلك كله كانت هناك ملامح عظيمة فى طريق الهجرة دلت على قوة الثبات والتخطيط السليم للنبي الكريم والثقة فى الله والاعتماد عليه مهما كانت الصعاب ومهما تجمعت قوى الشر فالثقة بالله تقهر كل ذلك وتصهره ومن الملامح ذات الأهمية الكبرى عند خروج النبي من مكة وهو يشير إلى أنها احب بلاد الله إلى الله وأنه لولا أخرجه أهلها منه ماخرج لمدى حب الأوطان والتمسك بها وضرورة وضع ذلك فى كل معايير بناء الشخصية المسلمة لتحقق الانتماء والنماء وتفاعل الفرد مع مجتمعه ليتحقق فى عهد جديد حياة أكثر فاعلية وتستطيع الأمم والبلاد الرقى وأن تسلك مسلكها الأمن نحو حياة مستقرة آمنة ولقد حقق الله الوعد لنبيه الكريم بالنصر المؤزر
“إلا تنصروه فقد نصره الله “
وإن على هذه الأمة أن تتخذ من تاريخها عبرة وعظة وتستفيد منه لتطوع من الماضى المشرف وعظمته لرسم المستقبل والحياة الجديدة ما يحقق لها الكثير فى زمن التحديات وتكالب الأمم علينا وأن نتعلم الدرس جيدا ونفهمه ونعلمه للأجيال لنعبر جميعا نحو بر الأمان بأنفسنا وبلادنا وأمتنا ونحقق العزة والنصر لنكون حلقة فخر من تلك السلسلة العظيمة فى تاريخ أمة