بقلم هشام صلاح
لكل أمة عظماء تزهو بهم لتجعل منهم نبراسا وقدوة يهتدون بها ، وما أعظم أن نلتقى بواحد من طلاب مدرسة النبوة مدرسة – سيدنا ونبينا محمد – ” صلوات ربى عليه وتسليماته
إنه ه إمام الدنيا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ابن عبد مناف، عالم العصر، ناصر الحديث الإمام الشافعى
* وعن مكانته وقدره استدل عدد من أهل العلم بقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )
بأن الشافعى هو المجدد في المائة الثانية، وعمر بن عبد العزيز هو المجدد في رأس المائة الأولى.
* قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: ” ما أحد مس بيده محبرة ولا قلمًا إلا وللشافعي في رقبته منة ، ولولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث، وكان الفقه مقفلًا على أهله حتى فتحه الله بالشافعي“.
وقال أيضًا عندما سأله ابنه فقال له: ” يا أبت أي رجل كان الشافعي؟ سمعتك تكثر الدعاء له، فقال: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، فانظر هل لهذين من خلف أو عوض.”
وكان أحمد بن حنبل يدعو له في صلاته نحوًا من أربعين سنة
كان “الإمام أحمد” كثيراً ما يحدث إبنته عن فضل “الإمام الشَـافعي” وعلمه وتقواه ….. فدعاه الإمام أحمد يوماً لِضِيَافته …. فلما تناول طعام العشاء توجه الإمام الشَـافعي إلى فراشه واستلقى عليه لينام. فقالت ابنة الإمام أحمد: ” يا أبتاه أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه … قال لها:نعم قالت:باستغراب … لقد لاحظت عليه ثلاثة امور انتقدته فيها ….. إنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيراً”. وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلي قيام الليل والتهجد”.. وقد صلى بنا الفجر من غير أن يتوضأ
فَاستَوضَحَ الإمام أحمدُ الشافعي عن هـذه الأمور ؟!
فتبسم”الإمام الشافعي”رحمه الله وقال: يا أحمد لقد أكلت كثيراً لأنني أعلم أن.. طعامكم مِـن حلال، وأنت رجلٌ كريم وطعام الكريم دواء … وطعام البخيل داء …. ومَـا أكلت لأشـبع وإنما أكلت لأتداوى بطعامك.. وأما إنني لم أقم الليل … فَلأنِي عندما وضعت رأسي لأنام تفكَّرتُ في آية من كتاب الله” فاستنبطت اثنتين وسبعين مسالة فقهيَّة …ينتفع بها المسلمون” ولهذا لم يتبق لِـي وقت لصلاة قيام الليل. وأما أنني صليَّتُ بكم الفجر بغَير وضوء …. فوالله ما ذاقت عيني طعم النوم حتى أجدد الـوضوء فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء“.!
* عن تعبده قالوا إنه على رأس العبَّاد الزهَّاد، قال الربيع بن سليمان: “كان الشافعي قد جزَّأ الليل، فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام، وكان يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة“.
* وعن لحظة وفاته قال المزني: “دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلًا ولإخواني مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله واردًا، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى
*ختاما قال الربيع: “رأيت الشافعي بعد وفاته بالمنام، فقلت: يا أبا عبدالله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر عليَّ اللؤلؤ الرطب
رحم الله الإمام الشافعي، وجزاه عن الإسلام وعنا خير الجزاء، وأسكنه الدرجات العلى