د/مايسه عبدالحى شعيب
قد يكون سَخِط على حظه القليل منذ ميلاده عام 1908، والذي لم يؤهله لاستكمال تعليمه أو للالتحاق بمعهد الموسيقى، لكي يبرز موهبته الفنية، ولكن عمله كاستورجي بمحلات الموبيليا، هو الذي قاده إلى الفن والسينما والشهرة بصدفة لم يكن يحلم بها، ولم يكن عمره يتجاوز بعد الثامنة عشر عاماً، فعمل عبدالغني السيد بمحلات «علي خليل» الصديق المقرب من الملحن زكي مراد، والد القيثارة ليلى مراد، كان بوابته السحرية للفن، حيث استمع زكي إلى صوته هناك، وأعجب به كثيراً وقرر أن يتبناه فنياً وبالفعل قدمه بالأفراح والكازينوهات الغنائية، كمطرب ينتظره مستقبل عريض.
عبدالغني السيد حينما تبناه زكي، كان يقيم في منزله لأيام كثيرة، وفي الصباح يأمره وأولاده ليلى ومنير بأداء تمارين الصوت، بادئاً به ثم ليلى مراد فمنير مراد.
«نسيتي حبي بعد اللي كان» كانت أشهر اسطوانة شدا بها السيد، وباعت أكثر من مليون نسخة في الثلاثينات، وهو ما شجع منيرة المهدية على تقديمه كبطل لمسرحية «كليوباترا» الغنائية، بعد سفر بطلها الأصلي الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب إلى لبنان، فحقق أيضاً نجاحاً ساحقاً بالتمثيل والغناء، جعل المهدية تُمد العرض لمدة شهراً إضافياً، وعندما عاد عبدالوهاب من سفره شهد العرض الختامي للمسرحية، وأعجب كثيراً بأداء عبدالغني الفني، ولم يفوت الفرصة فتعرف عليه وأصبحا صديقين ومتنافسين في ذات الوقت، وقد وصفه عبدالوهاب قائلاً: «عبدالغني السيد هو الرجل الذي هزمني مرتين في حياتي»، وعندما سألوه عن السبب، رد قائلاً: «هزمني في المرة الأولى عندما كان منافساً قويا لي، وفي المرة الثانية عندما مات فخسرت أقوى صديق وأحب صديق لي
«البلبل الباكي»، تزوج ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب زينب وبثينة، أما الزوجة الثانية فكانت ابنة وزير الحربية وقتها، وكانت تسكن بجواره وأعجبت كثيراً بصوته وحسن هندامه، فتعرفت عليه وطلبت منه اسطوانة هدية، فقدم لها «صحيح الدنيا ملهاش أمان» وأحبته من هذه الأسطوانة، وتزوجها لمدة أسبوع واحد لكنه تفاجأ بأمر ملكي بتطليقها، حيث رآها الملك فاروق وعرف انها ابنه وزير حربيته وبناء على طلب والدها الوزير ، أصدر الملك فاروق أمراً للسيد، لم يستطع عصيانه وبالفعل تم الطلاق رغم حب زوجته الشديد له، ثم تزوج ثالثاً من شجون توفيق راسخ والتي حصلت بعد ذلك على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية عام 1982 وأنجب منها ليلى وإيمان ومحمد .
وتوفى عبد الغنى السيد فى 9 ديسمبر 1962 عن عمر ناهز 54 عاما بسبب ازمه قلبيه