متابعة رضا حسين
كتب الصحفي الكويتي ناصر طلال
رسالة إلى صفاء الهاشم النائبة بمكتب الأمة الكويتي.
قبل أن تتفرعني وتنفجر منك العنصرية ضد الوافدين وقبل أن تطالبيهم بأن يدقعوا مائة فلس نظير مشيهم على شوارع الكويت عليكي أن تنظري لبشاعة وجهك وأنتي تتحدثين بما يغضب الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم .
ياصفاء في دول مجلس التعاون الخليجي في زمن الفقر والعوز في عشرينات القرن الماضي وحتى الستينيات كانت سوريا العزيزة والعراق العظيم ثم مصر الحبيبة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرسلون إلينا طواقم المدرسين والأطباء والمهندسين على حساب حكوماتهم وتدفع رواتبهم من موازناتها العامة ويفتحون معاهدهم ومدارسهم وجامعاتهم لطلابنا ويأمنون لهم السكن ويوفرون لهم رواتب شهرية
ياصفاء لو شرحنا عقولنا لوجدنا فيها ما علمنا هم السوريون والمصريون والفلسطينيون وما سواهم من أشقائنا هؤلاء هم أصحاب الفضل علينا أبداً ما حيينا.
ونحن ياصغيرة مهما فعلنا لن نستطيع رد جميل واحد فقط من ملايين أفضالهم علينا .وإذا كنتي تعتقدين أنهم مرتزقة فإذهبي للإغتسال في بحار المغفرة ما بقي لكي من أيام في الدنيا فهم يؤدون أعمالاً ويتلقون أجراً عليها وهم أسهموا ويسهمون في بناء بلادنا ولو كنا نتحدث بعدالة لوجب علينا منحهم الجنسية بعد قضائهم خمسة عشر عاماً وسطنا أو على الأقل الإقامة الدائمة غير المشروطة
عندما تتحدثين عن الوافدين، تذكري، يا صغيرة، أنهم بشرٌ مثلنا وفيهم كثيرون أفضل منا… هذا الشقيق العربيُّ، والشقيقُ المسلمُ، والأخُ في الإنسانية، مهما اختلفت أعراقُهم وأديانُهم هم بشرٌ يعملون ويبنون ويسهمون في كلّ النشاطات بجدّ واجتهادٍ وشرف، وكما هم بحاجة للعمل فإنّ حاجتنا إليهم أعظم، فلا تتعنطزي عليهم وكأنّ البشر عبيدٌ عندك، فوالله إنّ الممرّضة الفلبينية ماري، والعامل النيبالي راما، والطبيب المصري سيد، والمهندس السوري حسان، والمدرّس الفلسطيني عاطف، والمدرّب الجزائري الأخضر، ووو…، هم في عيوننا، ونحترمهم، ونريد لهم حقوقاً أكثر.
أتعلمين، يا صغيرة، أنّ القوانين في قطر والكويت بخاصة أقرّت الالتزام بالقانون الدولي بشأن العمالة الوافدة؟ أتعلمين، يا شابةً في الستين، أنّ دراسةً قُدّمتْ إلى رئاسة مجلس التعاون بشأن التجنيس والإقامة الدائمة لحاملي الجنسيات العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليج منذ خمسةٍ وعشرين عاماً؟ وأنّ إحدى الدول قامت بإعداد كشوفٍ للعمل بالدراسة سواء أُقرّتْ أم أُجّل النظرُ فيها
أتوجه بالتحية والاحترام والتقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي، وإلى الشخصيات والقامات السياسية والفكرية والدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رفْضهم لتفاهاتك العنصرية وطالب بعضهم باستجوابك.
ومن جانبٍ آخر، أتوجهُ إلى وجه الخير، الشاب الإنسان المتواضع البشوش المثقف، على توجيهاته بتعديل بعض القوانين الجديدة للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية والعدالة، وعلى توجيهاته باستثناء السوريين والفلسطينيين حملة الوثائق واليمنيين والعراقيين من كثير من القوانين الجديدة. وأتمنى عليه أن يتمّ تضمين مناهج التعليم في كلّ المراحل الدراسية مادة جديدة مستقلة هي حقوق الإنسان، لأنّ العنصرية الخفية تتآكلُ قلوب بعضنا دون أن يدركوا ذلك، بل لعلهم يدركون ويشعرون بزهو بسبب عظمتهم الفارغة. ولي عودة لهذا الموضوع بإذنه تعالى…
ملاحظة صغيرة
يا صفاء، عندما هاجر أجدادك إلى المغرب في بدايات القرن الثامن عشر، وعادوا بعد عقود طوال واستقرّوا في الكويت، كانوا بشراً وعرباً ومسلمين هناك، وظلوا بشراً وعرباً ومسلمين هنا، فما رأيُك لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعي عليك وعلى كثيرين؟
اذهبي واغسلي وجهك من المساحيق ثم انظري في المرآة لتستعيذي بالله مما سترينه…