الرعب العالمى
رهاب كثرة موت الفجأة المزعوم
المفكرالعربى خالد أبوالروس
أعتقد أن موت الفجأة تحول إلى إعصار فقط على السوشيال .
بمعنى أنه لا وجود لكثرته كما نظن على أرض الواقع .
السوشيال للأسف والفيس فى القلب منه نشر حالة من الهلع واحيانا من الرعب كونه هو الذى صنع ضخامة المسألة.
فى عصر ما قبل السوشيال كان الكثيرون من الأفراد يموتون فى مختلف القرى والمدن والبلدان، لكن الناس كانوا لا يعلمون بما حدث من وفيات مفاجئة فى البلد البعيد أو المجاور، ومن ثم فإنهم كانوا يعتقدون أن الأمر نادر الحدوث ، فلما جاء الفيس ورفاقه، ونشر الألوف يوميا، بل وعلى مدار الساعة، حالات الوفيات من الشباب وغيرهم من كل قرية ومدينة من آلاف القرى والمدن، والتى هى هى التى كانت تحدث منذ قدم الحياة بشكل طبيعي؛ أن يموت أحدهم فى حادث أو بمرض أو بسكتة كل عامين أو أقل أو يزيد فى كل قرية ومدينة، فكان الناس فى كل قرية ومدينة وحي لا يحسون كثرته، لأنهم لم يكونوا على علم بآلاف الوفيات الأخرى التى تحدث تزامنا مع حدوثها فى آلاف القرى والمدن الأخرى .
الفيس بالذات خيل للجميع بل وأوهمهم، وكان أن أوهمنى أيضا، أن موت الفجأة أضحى وكأنه وباء لا يمكن صده، وذاك بسبب نشر الآلاف لحالات الوفيات التى تحدث عندهم كل عامين أو ثلاث فى كل ساعة ودقيقة، وعلى مختلف المواقع من شباب وشيوخ .فيظن المشاهد أو المتابع أن موت الفجأة آخذ فى حصد أرواح الملايين كل ثانية و دقيقة .
نعم الأمر يمكن أن يكون قد تفاقم نوعا ما بشكل نسبي، ولكننا لو أمعنا النظر لوجدنا أنه قد حدث أيضا من حالات الوفاة فى الماضى فى حادث أو غيره من فئة الشباب من أصدقائنا وزملائنا الكثير ، والآن أيضا يمر العام والعامان على بلدتنا أو منطقتنا ولا يحدث وفيات كثيرة بهذه الكثرة التى نراها على الفيس . نعم الأمر زاد قليلا ربما عما كان عليه الحال فى الماضى، ولكن ليس بهذه الفظاعة .