نعم ” إن من البيان لسحر ” ونعم أيضا ” فإن القلوب تهرم كما تهرم الأبدان إلا قلوب الشعراء والشجعان “
حكايتنا عبر هذى الأسطر عن قصة أبيات أغنية ” عدوية ” للشاعر عبد الرحمن الأبنودي
جميعنا استمع إلى الأغنية وهام حبا وإعجابا مع جمال الوصف وروعة التشبية وأكتملت الروعة بعبقرية اللحن والذى انصهر كلاهما فى وعاء من جمال الصوت وعذوبته اما عن هؤلاء الثلاثة فهم الابنودى وبليغ ورشدى
حكاية الأغنية كان الأبنودى عند أحد الأصدقاء وهو الملحن عبدالعظيم عبدالحق وبينما هو جالس تقدمت نحوه مقدمة الشاى فتاة قناوية سمراء وعيونها جاحظة ولكن تمتلك جاذبية كبيرة اختلطت بخفة دمها . وكانت الفتاة لدى الملحن عبد العظيم عبد الحق
وهنا سأله الأبنودى عن اسمها فاجابت : اسمي عدوية” فكان رد الأبنودى غريبا حين قال
“رغم أنك عِفشة بس أنا شوفت جمال قلبك وهاكتب لك أغنية”.
وبالفعل بعد يومين جاء بالأغنية ليقدمها للملحن عبد العظيم الذى أعجبته كلماتها فقرر تلحينها، لكن لم يشرع فى تلحينها وبعد مرور فترة طلب عبد العظيم الأبنودي ليخبره بأنه لا يعرف كيف يلحنها وعن سبب ذلك قال للابنودى:
” كل ما آجي أعمل اللحن أفتكر أن “عدوية” دي هي البنت الغلبانة اللي في المطبخ، فمقدرش أصدق الكلام الحلو اللي انت كاتبه عن عدوية، بصراحة يا عبد الرحمن عدوية دي غير دي ثم نصحه بأن يعطيها لملحن آخر
الصدفة /
حاول بليغ حمدى كثيرا طلب التعاون مع الأبنودى إلى أن جاءت الفرصة خلال لقاء جمعهما بمكتب حسن الشجاعي وكان بليغ قد اعجب بكلمات أغنية ” تحخت السجر ” فأهداه الأبنودي كلمات “عدوية” لبليغ.
هنا كاد بليغ يجن من شدة دهشته من روعة الكلمات وغرابة التصوير وطريقة التناول فأجتمعت روعة الكلمات بعبقرية اللحن فاستطاع بليغ بموهبته أن يوظف تلك الصور في لحن أعتبر حينها من أروع ألحانه الشعبية،
وكان لإذاعة الأغنية ضجة كبيرة وردود أفعال رائعة بمصر والوطن العربى حتى أنها انتشرت غنتشارا واسعا الأمر الذى جذب انتباه الفنان عبد الحليم حافظ الذي سارع بطلب لقاء الأبنودى للتعاون معه فكان ميلاد أغنية “أنا كل ما أقول التوبة” والتى أبدع ألحانها أيضا بليغ حمدي،.