اختلال
بقلم/ مصطفى المنشاوي
على أريكته بالشرفة الفسيحة، يجلب نسمات الليل لترافقه أسماره، استقر منتظرا، هكذا الوحدة داخل الفيلا الواسعة، ساحة للمعارك بين الشياطين و الملائكة، يشعل الغليون متأملا الحديقة اليانعة، يتلصص النظر على غرفة البستاني، و التي تسكنها زوجته وحدها، تفتق ذهنه بالأمس فأعطى زوجها إجازة ليجلب له نوعا نادرا من بذور الأزهار، سحب نفسا عميقا من تبغه الفاخر، تضيق عيناه التي ترمي بسهام صائبة نحو وميض ضوء ينتظره، ربما تهديه الصدفة هداياها لتخرج بدلا من أن يهبط بهامته ليطرق بابها، لم ينتظر طويلا و قد قهقهت الغرفة حين أفرجت عن نورها وسط الظلام الدامس، خرجت المرأة قاصدة إياه، دب الجنون بشرايين جسده، حاول الإمساك بتلابيب وقاره، اقتربت منه سائلة إياه ببراءة الورود و لعثمة الرهبة عما تستطيع تقديمه من خدمات، أمرها بتنظيف غرفته، تبعها كثعلب ماكر، بهمة و نشاط بدأت في عملها، حملت ملابسه الملقاه على وسادته، سال اللعاب من أنيابه، اقترب من ظهرها، أسرها بذراعيه بقوة، سقط من يدها وشاحه الأخضر . !
اختلال