بسبب غياب الضمير والرغبة فى الثراء السريع كشفت تحقيقات أجرتها النيابة العامة في واقعة ضبط مصنع أجبان من طلاء الجدران، أن اسم المنتج الصادر عن المصنع يحمل اسم
“جميد منسف بلدي”.
وخلال التحقيقات اعترف العاملون الذين تم ضبطهم بالمصنع في قرية “سماليج” بمحافظة المنوفية بأن المنتجات المغشوشة كان تباع للخارج، من خلال تهريبها عبر ليبيا إلى عدة دول عربية.
وخلال التحقيقات توصلت النيابة إلى أن مصنع الأجبان المغشوشة تمكن من تحقيق مكاسب مالية قدرها 5 ملايين جنيه، في آخر صفقة له. وكان صاحب المصنع قد تمكن من الهرب، ولم يكن من بين من تم اعتقالهم وأمرت النيابة بتسريع البحث عنه وضبطه، على خلفية الضلوع في هذه “الفضيحة الغذائية”.
يذكر أنه بعد فحص المحجوزات، تبين ضبط 40 ألفا و500 قطعة جبن غير صالحة للاستهلاك الآدمي، بإجمالي 14 طنا و5 أكياس من معجون الجدران، إضافة إلى 198 كيس جبن بإجمالي 10 أطنان. “10 براميل من جبن دون بيانات، و10 آلاف مطبوع يستخدم في تغليف المنتج النهائي، وطنين من ملح منتهي الصلاحية، و 370 كرتونة من جبن غير صالح، فضلا عن أدوات غير نظيفة ولبن ماعز متعفن”.
وحول عملية التصنيع كشفت التحقيقات أنه يتم وضع الجبن في الشمس لفترة تصل لأكثر من شهرين، دون أي إجراءات للحفاظ عليه من عوامل التلوث، وبعدها، يتم تغليفه وإعداده للاستهلاك.
وكشف مؤمن أبو المعارف، الخبير في صناعة الأجبان، ” أن أسهل طريقة لكشف الجبن المغشوش، هي “أنه لا يذوب في الفم عند تناوله، كما يلتصق بأعلى الحلق، كذلك فإن الجبن المغشوش تكون له مرارة أيضا، وشرح أن “بودرة السيراميك تستخدم في غش الأجبان البيضاء، من أجل إعطائها نعومة مزيفة وكاذبة، بينما يستخدم معجون طلاء الجدران في الأجبان المجففة كالجبن الرومي والجميد، لإعطائها منظرا مزيفا”.
وأضاف أن الغش لا يقتصر فقط على بودرة “السيراميك” ومعجون طلاء الحوائط، بل هناك مواد حافظة أخرى كالفورمالين والكالسيوم وغيرهما، يتم استخدامها في معظم الأجبان، بهدف الحفاظ على كمية الحليب، حتى لا تنقص. والهدف هو تحقيق مكاسب سريعة، حتى وإن كان ثمة أذى محدق بصحة الناس”.