بقلم – هشام صلاح
لاشك أن الصراع المحموم بين الدول الكبرى لتحقيق التفوق العسكرى وذلك منذ اندلاع الحربين الأولى والثانية وما تبع ذلك من تسابق فيما بينها لامتلاك أكثر الأسلحة تطورا وما تبع ذلك من حرب باردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى حيث مرت كلاهما بفترات غريبة خطيرة بالنسبة للعالم أجمع بل للبشرية كلها
واليوم وفى الاونة الأخيرة لم يتوقف الحديث عن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة بين القوى الدولية الكبرى، وبخاصة بين عمالقة الاقتصاد والتفوق العسكرى ” الولايات المتحدة وروسيا والصين.”
وفى هذا الصدد طالع المختصون والمحللون حديث وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجروالذى تحدث فيه ” عن وجود بوادر حرب عالمية على الأبواب، مبديا قلقه من احتمال نشوب نزاع مسلح بين أمريكا والصين” وارجع خطورة هذا الصراع إلى أن هذين البلدين يملكان أقوى اقتصادين في العالم، ومسلحتان برتسانة نووية مرعبة، قادرة على إفناء العالم مرات عدة.
وبمطالعة المجلات العسكرية والمواقع المتخصصة نجد فيها كما مرعبا من الأسلحة القادرة على إفناء الحياة على الآرض عدة مرات
والسؤال الملح ترى ! ما هي الأسلحة التي قد تستخدم؟
وبخاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت دول العالم طفرة في عالم الأسلحة على كل المستويات، حتى قال البعض أن الحرب الباردة والتى كانت بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة كادت لتتحول إلى حرب فعلية. حيث كان الاختلافات الأيديولوجية واسعة بين الطرفين والأسلحة التقليدية والنووية على أهبة الاستعداد، وكان ذلك تهديدا قويا وكبيرا للحضارة البشرية.بل كل مقدراتها ولعل المخاوف من أن قد تندلع حربا في أي لحظة، ودفعت إلى تطوير الأسلحة بصورة سريعة، حتى يكون لاحداهما أفضلية في حال اندلاع القتال. وكانت النتيجة:
سباق أسلحة بدءا من المشاة إلى القنابل النووية، لذا نلحظ أن تطوير الأسلحة النووية كان بوتيرة مذهلة، مما ساهم في ظهور غواصة نووية وصواريخ نووية عابرة للقارات. وكان أضخم سلاح استخدم في الحرب العالمية الثانية قنبلة “الولد الصغير”، وهي القنبلة الذرية التي ألقتها قاذفة استراتيجية أمريكية فوق مدينة هيروشيما عام 1945، بقوة 15 كيلوطن،
ولم يتوقف الأمر عند ذلك لأن القوى الكبرى تمكنت من صنع قنابل نووية ذات أثر تدميري أكبر بمئات المرات. ومازال السؤال يطرح نفسه
هل ستقتصر التطورات في عالم الأسلحة على القنابل النووية!ّ؟ الجواب /
– لا فثمة أسلحة جديدة وخفيفة ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مثل بندقية كلاشينكوف أو “إي كي- 47″، التي حازت شهرة عالمية بسبب وزنها الخفيفة وسهولة تعلم استخدامها. وصنع الاتحاد السوفيتي السابق
– تلى ذلك ظهور المقاتلة الأمريكية الشهيرة “فانتوم 4″، التي أصبحت قادر ةعلى حمل ذخيرة تقدر بنحو 8 آلاف كيلوغرام. وشاركت المقاتلة “فانتوم” في حرب فيتام والعرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج، وتتميز بأداء قوي في الدفاع والاستطلاع والاعتراض والهجوم
– أما الدبابة البريطانية (تشيفتن) فقد وصفت بأنها الأقوى خلال الحرب الباردة،والتى تعد النسخة المتطورة من الدبابة (سنتوريون) التي قاتلت خلال الحرب العالمية الثانية. حيث ادخل تطورا على محركها جعلها أكثر سرعة، وأسلحة إضافية خاصة،. وهذا ما منح الدبابة قوة أكبر في مواجهة جيوش الأعداء، وشارك هذه الدبابة في حروب كثيرة، منها الحرب العراقية الإيرانية.
يتبقى أن نقول أن الاعتقاد بل العقيدة الراسخة للقادة والعسكريين والسياسيين تعد حساباتها لكل سيناريوهات المواجهة، التي قد تكون محدودة بأسلحة تقليدية، كما في سيناريو غزو ألمانيا الغربية أو أسلحة دمار شامل في حال اندلاع مواجهة شاملة بين الشرق والغرب. وأعادت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، حيث أعادت إلى الأذهان ذكريات عن تلك الفترة والتى كادت تنتهي بالعالم إلى الدمار. ورغم أن غالبية أسلحة تلك الحقبة أحيلت إلى التقاعد، فقد ظهرت مقاتلات شبحية لا يعترضها الرادار مثل “إف-35″، المصنوعة أمريكيا، في حين طورت الصين وروسيا ترسانة مرعبة من الصواريخ البالستية التي ظهرت بشكل الأول إبان الحرب الباردة.
ومازالت البشرية تلتقط أنفاسها بوجل شديد كلما اشتعل الخلاف بين زعماء الدول الكبرى أو لاح فى الأفق عملية اقتراع لاختيار زعيم جديد لتلك الدول ولعل الانتخابات الاميركية الاخيرة بين المتنافسين ” ترامب وبايدن ” صورة ماثلة أمام أعين الجميع ،
– فهل تترك البشرية مقدراتها ومستقبلها لأهواء ومطامع وسياسات البعض !؟