لأنهما خرجا من أرض طيبة مباركة غرست فيهما من تربتها معانى الأصالة والحضارة بعد أن إرتويا معين نهرين طاهرين مباركين أحدهما نبت طيب بأرض وادى الكنانة والآخر بنبت مبارك بأرض الفرات العظيم إنهما الشاعران العربيان الضاربان بروعتيهما وجميل ما كتبا فى أعماق الأدب العربي المعاصر فهما صنوان لعراقة الشعر العربى فى العصر الحديث
لأن كل منهما قد آمن بأن رسالته للبشرية والعالم هى تقرير الحب للمتعادين ، وبسط الرحمة للمتنازعين وأن اللذة بالأدب غير التلهى به واتخاذه للعبث لذا فإذا أردت الأدب الذى يسمو بالمشاعر ليدفعها إلى المعالى دفعا ويسمو بها عن سفاسف الحياة فلتتامل جميل ما كتبا
– الشاعر العراقى كريم العراقي أو ” كريم عوده ” الكاتب العراقي الذي أبدع كثيرا في كتاباته، وآثر تاثيرا كبيرا في الكلمة العربية، فهو الذى أبهرالعالم كله بقصيدة ” تذكر ” والتي حصل بها على جائزة اليونسيف لأفضل أغنية انسانية وغيرها من الجوائز ونسرد لك عزيزى القارىء محب الشعر العربي أفضل ما كتباه :
متى الوصـولُ فقـد ضلّتْ مراكبنا … وقد صـدئنا ومابـانت مراسـينا؟
– وقصيدة ” ياوطنى هيا نلعب “
يا غابة النيران والفوضى اين العراق الملهم الطيب؟
لا عالم يدري ولا شاعر عن اي فجر غامض يكتب
اكره نفسي صرت يا وطني أأنا لهذا الجهل أنتسب؟
هل لعنة (الحجاج) في دمنا وادجلتاه.. دمنا المشرب
أنحن شعب العلم والفكر وشعارنا السكين والمخلب؟
هل أطفأت عقولنا الحرب وعلى موسيقى موتنا نطرب؟
* ” فإذا ما عدنا من واحة الفرات إلى رياض وادى النيل
مع الشاعر المهندس/ ثــَرْوَتْ سِليم
عضو اتحاد كتاب مصر والمقرر العام لشعبة شعر الفصحى بالنقابة العامة لاتحاد كتاب جمهورية مصر العربية نائب رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة الكرمة الثقافية بالقاهرة ورئيس لجنة الآداب بها..
شارك فى العديد من المؤتمرات الأدبية في المؤسسات الثقافية المصرية الحكومية والأهلية داخل مصر وفي كثير من الدول العربيةوهو شاعرٌ فُصحى وله بعض قصائد بالعامية المصرية
ويُلَقَّبُ بشاعر الحُبِ والجمال وأسد الفصحى..وهو شاعرٌ للرومانسية من طرازٍ فريد ..كتب للوطن الكثير من قصائده بروح مصرية إبداعية قتالية أصيلة – وقد حكَّم عدة مسابقات أدبية بمؤسسات ثقافية حكومية وأهلية بقصور الثقافة ونقابة المهندسين ومسابقة إبداع العربية وحضر مهرجانات ثقافية داخل مصر وخارجها
فها هو شاعرنا ابن وادى النيل يتفيأ ظلال الوطن هائما بحبه مولعا بعشقه له فيقول :
* قصيدة ” مصر “
هيا اركبي مُهرَةَ التاريخِ وانطلقي
مَا عُدْتُ أخشَى على عَينيكِ مِن قلقِ
النيلُ ..والفيلُ.. والأهرَامُ في ألقٍ
بُرجُ الجزيرةِ فوق النَجْمِ والشَفَقِ
وأمُ كلثومُ.. في الميدانِ شَامخَةٌ
ومصرُ بينَ شغَافِ القلبِ والحَدَقِ
مصرُ التي رفعَ الرحمَنُ رايتَها
بالأرضِ محفوظة..بالبَحْرِ من غرَقِ
********
* وتلكم قصيدة ” وطني “
وطني كتَبْتُ بحُبِهِ ميثاقي
ورسمتُ فوقَ جبينِهِ أشواقي
وحفظتُ عن جَدي مَقُولَةَ حافِظٍ
كم ذا يُكابِدُ عاشقٌ ويُلاقي
لمَّا كَبُرتُ كتَبْتُ شِعراً مثلَهُ
فوجدتُ مصرَ كثيرةَ العُشَّاقِ
وطني وما الوطنُ العظيمُ حِجَارَةٌ
وتجارةٌ مِن سُلَّة السُرَّاقِ
وطنٌ وتبرُ العالمين ترابُهُ
ونذودُ عن عَينَيهَ بالأحداقِ
أرض ..وأهرامٌ ,,ونيلٌ عازفٌ
لحن الجمالِ بلهفةِ المُشتاقِ
وعلى ذُرى بُرجِ الجزيرةِ لوحةٌ
فترى السماءَ عظيمةَ الإشراقِ
فكأنَّ مِصرَ هي الجنانُ وتحتَها
نهرُ الحياةِ بمائِهِ الرَقراقِ
وكأنَّ عرشَ اللهِ فوقَ سمائها
لترى الخلائقُ حكمةَ الخلَّاقِ*
* ” فإذا تعمقنا فى ذواتيهما لوجدنا مرارة الواقع التى يعيشها الشاعر بعد أن تبوأ من لا يستحق مكانة من يستحق ” – فهذا كريم العراق يقول:
– قصيدة ” شعراء من ورق “
متنكرون بقامة الشعراء
متحصنون بألسن الخطباء
متشاعرون ولا حياة لشعرهم
لو جردوا من قشرة الأضواء
حملوا مزامير النفاق ونافقوا
وتسللوا لمجالس الوجهاء
وتوهموا ان المواهب تشترى
بالطبل والمزمار والاطراء
نالوا المراكز والمواقع سهلة
يعلو البعوض على ركود الماء
وتدرعوا بمواقع مرموقة
فالويل كل الويل للشعراء
– وتلك ترنيمة حزينة لشاعر الجمال ثروت سليم بعنوان ” اشتباه ” يقول فيها :