إعداد/ محمد مأمون ليله
قال الشيخ المكرم/ أحمد محمد علي وفقه الله:
العقل ومعرفة الأحكام الشرعية
يرى الشيخ الأكبر قدس الله سره أن العقل ليست لديه القدرة على التشريع، وأن الشرائع والقوانين التي وضعها العقلاء، إنما كانت عن إلهام من الله من حيث لا يشعرون، لمصالح العالم ونظمه وارتباطه، في مواضع لم يكن عندهم شرع إلهى منزل. وهؤلاء العقلاء ما وضعوه من هذه التشريعات والقوانين ليست هي أمور مقربة إلى الله، ولا تورث جنة ولا نارا ولا شيئا من أسباب الآخرة لأن مبنى قوانينهم وتشريعاتهم إنما كانت على إبقاء مصالحهم في الدنيا.
وأن العقل من جهة العلم بالأحكام الشرعية يجب أن يتجنب تماماً البُعد عن تأويل المتشابه استناداً إلى الرأي، لأن هذا الاستناد بالرأي في هذا العلم بالأحكام الشرعية يقوض مقام درجة الإيمان، ويبدد السعادة التي ترتبط بالإيمان وترافق العلم الصحيح، أي العلم الذي يبقى معه الإيمان.
ويرى الشيخ الأكبر قدس الله سره أن الورثة العارفين ليست لديهم القدرة في الرجوع إلى فكرهم ورأيهم في معرفة الأحكام الشريعة، وأن مقاماتهم في فهمهم على حد ما سلم القلب من علم النظر الفكري شرعا وعقلا، فكان قابلا للفتح الإلهي على أكمل ما يكون بسرعة، دون بطء، ويرزق من العلم اللدني في كل شيء في معرفة الأحكام الشرعية؛ وبه تكمل درجة الايمان.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.