بقلم: ب. د. ناصر صبحى
مما لا شك فيه ان مصر عانت من ويلات الحروب على مر الزمان وكانت مرتع ومطمـــــــــــع كل الدول و الأمبراطوريات والسلاطين والملوك والتحالفات والحكام بدءا من غزو الهكسوس ثم الآشوريين تلاها الفرس ثم البطالمة اليونانيين الى ان جاء العصر القبطى والاسلامى وعصر محمد على الحديث وسرعان ان دبت روح الاحتلال مره اخرى والاستعمار بالحملة الفرنسية يليها الاحتلال البريطانى لمصر وانتهاء تبعيتها الرسمية للدولة العثمانية واعلان الحماية البريطانية على مصر وبدات رحلة الاستقلال لزعماء مصر المحروسة والحركة الوطنية مصطفى كامل ومحمد فريد ثم الزعيم سعد زغلول وثورة1919 والغاء الحماية البريطانية على مصر1922 وإصدار اول دستورى مصرى 1923، ثم بدأت مصر مرحلة جديدة من عمرها فى الثورات والتنمية وحتى وقتنا هذا الذى تحاول فيه بعض الدول ان تعيد نشوة الاحتلال والهيمنة والاستعمار واستغلال خيرات البلاد وعرقلة اى تقدم او نمو استقرار مثل ما فعلته الولايات المتحدة الامريكية وإنجلترا فى الحقبة العصيبة التى مرت علينا وكأنه كابوس خانق نريد ان نستفيق منه .
وطيلة تلك الفترات لم تغير مصر لسانها أبدا مهما حاولوا تغييره تعود مرة أخرى أقوى مما كانت وتستعيد نهضتها ومسيرة التنمية و إلى هويتها العربية وديانتها الإسلامية السنية بتكاتف شعبها ووحدة أراضيه والإخاء بين طائفتيها مسلم ومسيحى بل هم مصرى ومصريا لأنهم آمنوا بأن الأرض واحدة والدم واحد والنيل الذى يروى ظمأهم واحد يشرب منه المسلم والمسيحى والغنى والفقير والأسوياء والمرضى ، كلنا شعب واحد نخاف على بعضنا البعض مترابطين متحدين فى أحلك الظروف والأزمات ، وهذه ميزة لا يتمتع بها أى شعب آخر على مستوى العالم كله ، وينظر إلينا العالم بإنبهار وتعجب من صلابتنا وقوة حبنا لبعضنا البعض ولوطننا فعند الشدائد ننسى همومنا الشخصية واختلافاتنا ونرميها وراء ظهورنا لتكون مصر هى كل همنا وحلمنا وشغلنا الشاغل فتلك هى مصر وشعبها العظيم .
فبالرغم من مرورنا فى الفترة الأخيرة بثورتين عظيمتين غيرت نظرة العالم لنا بعد ما قد توهم بأن مصر قد أرهقتها تلك الأطماع الخارجية وأصبحت كالأسد العجوز المريض ، فاجأتهم بحقيقة مصر وشعبها الأصيل الغيور مهما حدث من مواقف وأحداث جل فيها قتل وسفك دماء شهداء الشرطة والجيش ومدنيين أبرياء وتخريب وترويع أمنى والكيد لنا بالأزمات المفتعلة ، فمصر للمصريين فقط .
فها أنا اتوقف يا فخامة الرئيس عند هذا الموقف الصغير ولكن هو كبير جدا بالنسبة لمستقبل هذه الطالبة المريضة البريئة والتى تعانى منه وهو تعنت وتعسف وتضليل من رئيس لجان امتحانات الثانوية العامة بمدرسة شجرة الدر الإعدادية بنات بالمنصورة من منع إسعاف طالبة لا حول لها ولا قوة اثناء تاديتها الإمتحان وهى مريضة وتتعالج من مرض الصرع المفاجىء نتيجة للتوتر العصبى والمجهود الكبير الذى قامت به طيلة مدة شهر كامل وهى مدة الإمتحانات فشىء طبيعى ان الطالبة وهى بحالة مرضها هذا أن تاتى فى آخر ايام الإمتحان مرهقة وتنتابها تلك الحالة المرضية ، وبالرغم من بكاء الطالبة وصرخاتها المدوية وتوسلاتها بإحضار الطبيب فورا إلا أنه رفض وتعسف وتخازل بحجة أنها تتمارض فكيف يحكم عليها هذا الشخص بذلك وهو ليس بطبيب ؟ كل ما حدث هو ان إلتف حولها المراقبين لمحاولة تهدئتها وإفاقتها وطمانتها أن الطبيب سوف يحضر ولم يحضر حتى انتهى وقت الإمتحان وضاعت درجات المادة من الطالبة وضاع أيضا حقها فى الدخول لإمتحانات الدور الثانى بحصولها على كامل الدرجة التى سوف تحصل عليها من إجابتها عندئذ لأن هذا المتعسف لم يحضر طبيب اللجنة ولم يحولها الى مستشفى حكومى او مجلس طبى مختص بالكشف على الطلاب وتحديد صحة حالتها المرضية من عدمه؟ وذلك لتقديم تقرير و طلب عذر مرضى قهرى للمادة . ليحفظ حقها فى الدور الثانى ومستقبلها
فقد تجاهل وتراخى وأهمل كل مهامة الوظيفية وضرب عرض الحائط بكل القواعد الإدارية داخل المنظومة التعليمية وكل النواحى الإنسانية فى هذا الموقف ، مما إضطر الام إلى اخذ ابنتها وهى فى إعياء شديد للكشف عليها بمستشفى جامعة المنصورة وهى مستشفى حكومى والتى حرر الأطباء داخلها تقريرا طبيا عن حالتها وقتئذ يثبت ما تعانى منه الطالبة من هذا المرض وسارى فى أى لحظة ووقت تأتيها الحالة وتم ذلك فى نفس يوم الإمتحان و هذا التقرير يؤكد و يتطابق مع التقارير الاخرى والمستندات الطبية التى تملكها الام وهو ان ابنتها تعالج من هذا المرض طيلة سنوات
والأعجب من هذا كله أن هذا المتعجرف إستمر على إصراره على الجمود والتعسف للمرة الثانية فى اخر مادة بتكرار نفس السيناريو مع الطالبة ومنع دخول الطبيب لها بل تهكم عليها وعلى والدتها وهى من تتولى امرها بقوله ” اذهبوا الى وزير التربية والتعليم ولو حتى رئيس الجمهورية، إفعلوا ما شئتم فأنا أراها تتمارض ” وطردهم واحضر لهم قوات الامن التى تحرس الامتحانات لتخرجهم فلم تجد الأم وابنتها ملاذا إلا بالتوجه الى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وإثبات حالة، فكل ما تريده الأم هو تحويل إبنتها للجنة طبية متخصصة فى الكشف على الطلاب لإثبات صحة مرضها .فهل هذا أمر مستحيل ؟
عفوا .. هذا الموقف يبدوا أنه صغيرا مقارنة بما حدث لنا فى الأوئنة الأخيرة إلا أنه ينبهنا بوجود أجراس الخطر التى ما زالت موجودة وتريد أن تعصف بكل فترة سلام وامان واستقرار وتقدم وإصلاح طالما توجد تلك العقلية الجافة والمتمردة داخل وزاراتنا وأجهزتنا الحكومية ، ترى لمصلحة من عرقلة المسيرة؟
فبعد كل هذه الجهود بتوجيهات فخامتكم بالعمل والإنتاج والإصلاح الإقتصادى والإدارى بالدولة إلا انه توجد عينات وخلايا نائمة تريد أن تعرقل مسيرتكم فى البناء داخل أجهزتنا الحكومية بالدولة فلا أشيرالى أنهم ينتمون إلى جماعات أو فكر معين ولكن كل ما يهمنى أن اشير له هو أنهم لا يريدون التقدم وإستمرار عملية الإصلاح والتنمية ، فمثل هذه العينة لا بد من إقصائها بعيدا عن خدمات التعامل مع الطلاب او المواطنين بشتى أنواعها.
فخامة الرئيس لمصلحة من تستمر تلك العقول داخل أجهزتنا الحكومية ؟ فإنتبه ! إنهم يريدون عرقلتكم